كتاب سبر

المعارضة.. وسياسة عنترة بن شداد

اتصل بي أحد الأشخاص يشتكي لي من تجبر وتسلط إحدى الهيئات الحكومية معه ومع غيره من المواطنين.. وطلب مني مقالا موجها لنواب مجلس الأمة .. فقلت له: بأن الكويت كلها ترزح تحت وطأة الفساد، والنواب الذين تنشد أنت عونهم، هم حاليًا أشبه بالعمالة السائبة بين أروقة السلطة وبين رئيس المجلس .. فكيف تطلب مني كتابة مقال موجه لهذه العمالة السائبة ونحن في عهد اصبح فيه السماح ببيع الخمر هي من أهم أولويات المشرّع  ؟!… ألا تعلم بأن هناك محاولات جارية على قدم وساق لتهيئة أعشاش للغربان وبكمية كبيرة لتكون جاهزة للنعيق على كل من يتصدى لحماقات وتجبر السلطة التي أنت في عهدها اصبحت تشتكي من تسلط وتجبر الهيئات الحكومية ؟!.. فلا تظن أن هذا المقال الذي تطلبه مني سيلفت نظر العمالة السائبة ، فلن يلتفتوا لك لأن أعينهم لا تتجاوز كرسي رئيس المجلس خوفا من غضبه ومن ثم ترحيلهم !! 
فقال لي وهو غاضب: ماذا أفعل وغيري من المتضررين… فقلت له عليكم بالصبر ، فأنتم تحت سلطة ترقص على جراحكم صباحًا وفي المساء تصبح سجادة يرقص عليها القطط السمان وكل متنفذ فاسد.!!
فقال واليأس يدب في أوصاله: طيب .. وهل هناك من هدف ملموس تحمله المعارضة لتعود الحياة طبيعية في الكويت كما كانت من أعوام؟
فقلت له: لا أعلم ، فالمعارضة ومن يتعلق بأطرافها حاليًا كل منهم منشغل في تقديس فلان على حساب فلان مع قليل من المناوشات التي تجري بينهم ويقوم بها العبيد بالوكالة عنهم ، وبعدها لكل حادث حديث … فقال: المسألة إذن ستطول ؟ ، ثم أردف: لأن من يتعلق بأطراف المعارضة كُثر ومنهم من يعيقها عن التحرك … فقلت له: متى ما قرأت المعارضة سياسة عنترة بن شداد واستوعبتها هنا يكون التحرك في طلب الإصلاح جديًا ومدروسًا بعناية .. قال: وما هي سياسة عنترة ؟ .. قلت: كانت سياسة عنترة تكمن في مقولته المشهورة، فعندما قيل لعنترة: أأنت أشجع العرب وأشدّها قال: لا .. قيل: فبماذا شاع لك هذا في الناس قال: كنت أقدمُ إذا رأيت الإقدام عزْمًا، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا ، ولا أدخل إلا موضعًا أرى لي منه مخرجًا.
‏?@ibn_khumyyes

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.