يقول أحد الأصدقاء أن من يلتقي الشيخ عذبي الفهد رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق يخرج بحزمة إنطباعات إيجابية ، فالرجل بالإضافة إلى سحنته البريئة طبعا ، ذكي ، سريع البديهة ، خفيف الظل ، لماح ، ولا أعرف لماذا يتهمه خصومه بالوقوف خلف مشاريع تربيط ” العصائص ” في البلاد .
يقول الصديق أن الشيخ عذبي يردد دائما مقولة ، ” الديمقراطية طريق أبناء الأٍسرة الحاكمة ، وخاصة الشباب للوصول إلى المواقع المتقدمة في لعبة السلطة ” حتى أصبحت شعارا له ، ويصر أنه لولا الديمقراطية لما أمكن لأحد أن يتبوأ منصبا مهما ، فهناك ” طابور ” طويل من أبناء الأسرة لديهم طموح لكن الطرق مغلقة .
لا أعرف ماذا تعني تلك العبارات التي نقلها الصديق عن الشيخ عذبي إذا صدقت ، وقد حاولت أن أفهم ماذا يقصد بها غير أنني أخفقت أكثر من مرة ، رغم تلميحاته المتحفظة جدا ، ورغم محاولة أحد الحضور كان يستمع لنا توضيح تلك العبارات وتفسيرها مع قناعته وهنا مكمن غرابة أنها لاتحتاج إلى توضيح وتفسير فهي تفسر نفسها بنفسها .
يقول ( أحد الحضور ) .. ماعليك سوى الربط فيما بين تنظيم ندوة وسجن وإنتخابات فرعية و” مسجات ” وخامسة ، وندوة أخرى ( جر ، سحل ، ضرب ، سجن ) ورابعة ، القائمة طويلة وكلها نتاج صراعات وهمية وأخرى لها أبعاد إجتماعية ، ولاضير في هذه الأجواء تحميل مساوئ تلك المعارك للخصوم فالجماهير لديها قابلية للتصديق ، خاصة إذا كان الطرف الآخر ” لبيس ” كما يقال .
الحقيقة أن كلمات ( أحد الحضور ) زادت الوضع غموضا وبدت لي عبارات الصديق في ذلك الوقت أكثر وضوحا من الآخرى ، فالألغاز وأنصاف الحقائق دائما تربك العقل وتفتح بابا عريضا للتخرصات ، وربما تكون تلك التخرصات في غير محلها فمثل تلك ( الشروح ) الناقصة لاتسمح بإدراك مايجري وأتوقع أن المبرر دائما موجود.
أتذكر عندما كنا صغارا ننبهر بقصص أبوزيد الهلالي والزير سالم ولم يدر في خلدنا عندما نكبر أن نكتشف أن تلك الروايات مجرد ” أساطير ” وأن تأثيرها كتأثير غيمة بادرة مرت بهدوء ، كما أتذكر أن هناك من قال لا أستطيع إستحضار أسمه الآن أن الأسطورة أطول عمرا من الحقيقة ومن تلك الأساطير أن للمقاومة في فترة الغزو قائدا وزعيما أسطوريا ( يذبح ويصلخ ) ولولاه ما عادت البلد .
أضف تعليق