في عام 1946 ..وبالصدفة البحتة وجد الكويتيون قمقما رمته الأمواج على الشاطئ ..وحينما تقدم أحدهم ورفعه ومسح عليه ..خرج منه دخان كثيف ..وفي لحظات تجمع الدخان المتطاير فتمثل لهم مارد ضخم ..أقرع يضع يده اليمنى فوق اليسرى مضمومتين إلى صدره ..عار تماما إلا من سروال أسود قصير ..يضحك ويقول شكرا أنكم أخرجتموني من القمقم الذي وضعني فيه سيدنا سليمان عليه السلام ..ولهذا لكم عندي طلب واحد ألبيه لكم مهما كان..إطلبوا ما شئتم ..وفي كلمة واحدة قال الكويتيون نريد مالا ..ثروة ..أموالا لا تعد ولا تحصى ..”زي الرز ” فلباه لهم .
اليوم التالي
تركوا كل ما بيدهم من أدوات ..كانت هي مصدر رزقهم وقوت يومهم الذي لم يكن يتجاوز التمر والماء والخبز وكثير من الجهد والعرق..وتركوا وراءهم شظف العيش والمعاناة ..والأمراض ..لينتقلوا في لحظة واحدة إلى عالم آخر ..حياة منعمة ..بيوت لم يكن يحلم بها قيصر الروم في زمانه ولا كسرى فارس في أوج سلطانه ..في كل بيت حشم وخدم إن عطش جاءه الماء البارد في عز القيظ في كوب من الفضة على صحن من الذهب ..وإن جاع جاءه الطعام من كل مالذ وطاب يأكله في ملاعق من ذهب ..
اليوم الثالث
دار الزمان دورته ..فجأة ..نفد المال ..وفرغت الخزنة من الثروة ..أين الذهب أين الدنانير والدراهم ..صار ” التجوري ” خاليا ..وجد الكويتيون أنفسهم فجأة لا يملكون شيئا ..عادوا إلى سابق عهدهم أين القمقم ..وجدوه مكانه مرميا على الشاطئ ..مسحوه مرات ومرات ..لكن هذه المرة لم يخرج الدخان الكثيف ..ولا المارد ..
هل كان حلما ..أم حقيقة.. وهما..أم واقعا، لكن هذه المرة لم يعودوا يعرفون كيف يمسكون بتلك الأدوات التي كانت مصدر رزقهم ..لأنهم لم يعملوا ..ولم يشتغلوا.
يا سمو رئيس الوزراء ..
أين الذهب والمال ..أين الذي بـ”التجوري”
وين الماي ..وينه
أضف تعليق