العنوان هو اسم فيلم مثلته المطربة سميرة توفيق وأنتج في بداية السبعينات تتمحور فكرة الفيلم في التطور الكبير الذي شهدته المنطقة العربية ومن ثم الإنسان العربي وأثر ذلك في سلوكه وفقدانه لهويته وبالتبعية لتوازنه النفسي والاجتماعي.
واقع الحال أن اكتشاف النفط في منطقتنا وتدفق الإيرادات الضخمة على خزائن بلداننا والذي كان السبب الرئيسي في تحول مجتمعاتنا من كيانات صغيرة منسية على خريطة العالم إلى دول ذات سيادة وحكومات تملك الإمكانات المادية الضخمة التي جعلت الدول الكبرى تجلس معها إلى طاولة واحدة وتتحدث معها حديث الند للند..أفقدتنا توازننا النفسي الداخلي ..وأيضا الخارجي ومع تطور وسائل المواصلات صار من السهل على العربي الذي كان يعيش أبوه وجده حتى وقت قريب في مجتمع بسيط شبه بدائي ..ليس فقط في الصحراء ..بل حتى في المدن المستلقيه والنائمة على ساحل الخليج ..والتي لم تكن مدنا بالمعني السليم الدقيق حيث كانت حتى منتصف القرن الماضي خالية إلا من مبان طينية فلا جامعات ولا مدارس ولا وزارات ولا مطارات …ولا ..ولا ..ولا أي شئ يوحي بأنها مدينة في القرن العشرين ..صار من السهل على الإنسان العربي أن يجري مكالمة من جهاز نقال يخرجه من جيبه مع شخص في باريس ثم يحزم حقائبه ويكون عنده في اليوم التالي.
قيم وأخلاقيات كثيرة فقدناها .. وعادات وتقاليد توارثناها أبا عن جد وجيلا وراء جيل تخلينا عنها واستبدلناها بـ”تي شيرت” و”هاي” وشنطة “غوتشي” على الكتف وغداء مكون من “سباغيتي” و”لازانيا” ..والولد الذي كان حتى خمسين أو أربعين عاما مضت يمشي حافيا وبـ”دشداشة قصيرة” ويمسح أنفه بكمه صار يركب اليوم “بورش” و”برادو”.
واليوم ومع استمرار انخفاض الإيرادات العامه للدولة وتزايد أعداد الشباب الباحث عن عمل وتعقد الحياة هل تستطيع الحكومة الإنفاق بنفس المستوى وهل تتمكن البدوية أن تسافر لى باريس.
أضف تعليق