مما لاشك فيه ، ان كلمة الأمانة ، هي كلمة عظيمة وثقيلة .
قال تعالى :
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ? إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } .
وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }
في خطبة حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام :
” ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها “
أخرجه الإمام أحمد
وبِلا شك فإن الكويت هي أمانة في اعناقنا .
إذن هناك من الناس ، من ظلم نفسه بتضييع الأمانة وخيانتها .
والأمانة لاتقف عند حفظ الاموال فحسب ، بل هناك امانة عظيمة ، قد تفوق أمانة الاموال وغيرها .
وهي أمانة حفظ الأوطان ، فعلى الجميع رجالاً ونساءً أمانة حفظ الكويت ، من كل ما يزعزع امنها
أو استقرارها ، واخص بهذه المقالة شباب الكويت ، الذين هم ساعدها وحماتها ، وحصنها الحصين
بعد الله عز وجل .
فيجب عليهم الحذر الشديد ، من الدعوات المشبوهة والمحظورة ، والتي يُقصد من ورائها بث روح العداء بين ابناء الكويت . ويُراد منها خلق الفتنة ، وبث الفُرقة ويُراد منها ايضا تطبيقا وتنفيذا لأجندات خارجية ، مارقة عن الدين والقيم والأخلاق والأعراف .
ايها الشباب :
كونوا سنداً وسداً منيعاً في وجه كل من تسول له نفسه ، بأن يسلب منا أمننا أو وحدتنا أو ترابطنا .
ايها الشباب :
لكم أن تنظروا بعين العقل والرشاد ، ماذا فعلت دعوات الباطل والمشبوهة ، وإن تسمت بإسم الإسلام ، والإسلام منها براء .
ايها الشباب :
لقد عانت الأمة بوجه عام ، والكويت على وجه الخصوص ، من هذه الاحزاب السيئة ( داعش وحزب الشيطان ) .
حيث ارادت تدمير الشباب بأفكارهم الهدامة ، والمدمرة والعدائية ، لتجعل منهم فريسة سهلة ، لتحقيق مآربها في التفجير والتدمير والتخريب .
ايها الشباب :
إن الكويت تتأمل منكم ، مزيداً من العطاء والبذل والدفاع ، وهذه قمة الصدق والوفاء ، في حفظ الأمانة للكويت وأهلها .
ايها الشباب:
أخاطب قلوبكم قبل مسامعكم ، وعقولكم قبل ابصاركم ، وضمائركم قبل عواطفكم ، وتفكيركم قبل تنفيذكم ،
ايها الشباب :
أخاطب فيكم دينكم وايمانكم وأمانتكم بأن تحفظوا للكويت حقها وفضلها .
ختاماً :
ايها الشباب : الحذر كل الحذر ، من السمع أو الإذعان ، للدعوات الباطلة والمهيجة ، واحذروا بأن تكونوا أُلعوبة سهلة بيد الجماعات والأحزاب الفاسدة والإجرامية ، والتي لا تحفظ عهداً ، ولا تصون أمانة ، ولا ترعى حقاً .
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه .
كتبها :
د. خالد المرداس
أضف تعليق