يدرك الإيرانيون جيدًا تمامًا، كما هو حال كل أعضاء “أوبك” وغيرهم، أن السعودية هي اللاعب الرئيسي، والمهاجم رأس الحربة في أسواق النفط والتي لن تشهد الاستقرار إلا بإشارة من اصبع السعودية.
ولكن … وهنا مربط الفرس، لا يمكن لأي شخص أن يأخذ أسرته إلى البحر ويفترشون الرمل ومعهم أكياس الأكل وأباريق الشاي والقهوة ثم بعد “قعدة الأنس”، يغادرون المكان تاركين مخلفاتهم لـ”آخرين” ينظفونها.
منذ منتصف الثمانينات لعبت السعودية دور “المرجّح” في معادلة سقف إنتاج “أوبك”، أي تزيد وتخفض من حجم إنتاجها تبعا لكميات إنتاج الأعضاء الآخرين ولتحقيق التوازن في السوق والسعر العادل فيما الآخرون ينتجون بأقصى طاقاتهم.
ما تشهده الأسواق اليوم ببساطة، زيادة حبتين في العرض، وانخفاض ثلاث حبات في الطلب، وأيضًا، و”هني طقني أبوي” أن بين كبار منتجي الحروب، بالرصاص وبالكلام، عناد وكراهية متبادلة، و”أموت ولا أحط إيدي بيدك”.
للأسف، الجغرافيا قدر لامفر منه، والجغرافيا حكمت منذ القدم أن يكون العرب وإيران على ضفتيّ الخليج.
إيران أمس وعلى لسان وزير خارجيتها محمد ظريف، أرسل للعالم إشارة لا لبس فيها، بأن إيران لن تمس إسرائيل مقابل أن يتركها العالم تنشر بذور الموت في أرض العرب، وفي أرض العرب هناك مسافات متفاوتة بين الأنظمة وشعوبها، فجوة تأتي إيران وتقحم نفسها فيها.
المشكلة بين ضفتيّ الخليج، المخ واللسان، ولهذا أصبحنا سندويتشات بفم الأميركي والروسي.
أضف تعليق