كتاب سبر

الرجوع إلى الحق ليس “عيبا” .. !!

يبدو أن أرهاصات الإنتخابات البرلمانية المقبلة تضغط بشدة من أجل الكشف عن نفسها ، رغم أن  الأطراف المعنية تريد إبقاءها خلف الكواليس ، فهناك تنافس شديد بين رئيس مجلس الأمة الحالي مرزوق الغانم والنائب السابق محمد الصقر  على منصب الرئيس لكنه لم  يطفو على السطح  حتى الآن  . 
منصب رئيس مجلس الأمة مخصص للطرف الآخر من المعادلة السياسية ، فهناك الأسرة الحاكمة لها السلطة التنفيذية ، وهناك أيضا الأسرة الإقتصادية أو من يمثلها لها السلطة التشريعية ، رغم ” تمرد ” شاب ذلك التحالف في بعض الأحيان ، أما البقية في المشهد السياسي فمجرد لاعبين خلف هذا الطرف أو ذاك . 
هناك من يحاول ” إحراج ” الحركة الدستورية الإسلامية من باب ” خيانة ” الحراك وكتلة الأغلبية بعدما تسرب أن هناك خيارا بالمشاركة يدرس من جانب بعض أجنحة الحركة ، إستنادا إلى أن المزاج الشعبي لم يعد متحمسا للمقاطعة بعدما ثبت فشلها في الضغط على الحكومة للتراجع عن مرسوم الصوت الواحد .
محاولة الإحراج تلك تخدم طرفا من أطراف التنافس ، ومادام الأمر كذلك فلا مناص من تخريب أية تحالفات قد يستفيد منها طرف على حساب الطرف الآخر ،  لكن الأجواء تقول أن تلك الإحراجات أدت إلى رد فعل عكسي وأصبح التوجه نحو المشاركة مهما كانت التكلفة .
كل طرف من أطراف التنافس حصن مشروعه من خلال نسج تحالفات داخل الأسرة الحاكمة في إطار التناقضات الداخلية ، وفي نفس الوقت حشد كل طرف مؤيديه داخل المعسكر الإقتصادي ، وربما تكون تلك الحالة الأولى من نوعها داخل الأسرة الإقتصادية فقد جرت العادة أن هناك مرشحا واحدا تجمع عليه كل الأجنحة .
هناك على الساحة بعض اللاعبين مثل التجمع الإسلامي السلفي والمنبر الديمقراطي  والتحالف الإسلامي الوطني لكنهم ليسوا بالحجم السياسي الذي يمكنهم من فرض أية خيارات غير تلك التي تحسم في المواجهة بين الكبار  في اللعبة السياسية  إذا جاز التعبير ، وينحصر دورهم في تأييد الخيار السائد أو تجاهله .
تحالف النائبين السابقين أحمد السعدون ومسلم البراك لم يعد موجودا ( التحالف الشعبي )  ، رغم دوره السابق في ” تعطيل ” بعض الخيارات غير الجوهرية ، وربما تسعى الأطراف القريبة منه إلى المشاركة في مشروع ” إحراج ” الحركة الدستورية لمنعها من خوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة  ، لكن النتائج ستكون متواضعة بسبب فقدان أجواء المبادرة .
الرجوع إلى الساحة السياسية من خلال بوابة البرلمان بعد تجربة المقاطعة ليس عيبا ، لكن العيب هو البقاء على نفس الموقف رغم النتائج السلبية ، ففي كل الدول البرلمانية تستخدم المقاطعة كمناورة سياسية الهدف منها تحقيق مكاسب آنية لكن  إذا فشلت لا أحد يتوقف عندها إلا هواة السياسة ممن كنا نحذر منهم .    
ناصر العبدلي

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.