كتاب سبر

لماذا تجاهلت السلطة إضراب النفط؟

غدا سيقف الشعب الكويتي مترقبا للنتائج التي سيسفر عنها إضراب موظفي القطاع النفطي، فالأغلب اليوم متضامن ومتعاطف مع العاملين في هذا القطاع رغم إنهم وفي أثناء الحراك الشعبي، وكوني كنت شاهدا في جلسات كثيرة عليهم عندما طلب من نقاباتهم النفطية التضامن مع الحراك تم رفض الأمر خوفا من مس امتيازاتهم وحقوقهم، إلا إننا وفي هذا اليوم لا يمكننا إلا التضامن دفاعا عن حقوقهم ومكتسباتهم، فالأمر ليس كما تصوّره السلطة بأنهم يطالبون بزيادات جديدة، ولكن هم لا يريدون سوى المحافظة على رواتبهم التي بنوا التزاماتهم على أساس حجم مدخولهم وما يمنح لهم من رواتب شاملة البدلات.
غدا سيدافع موظفوا القطاع النفطي عن حقوقهم، وسط تجاهل شبه كامل من السلطة مع محاولتها تشويه حقيقة مطالب المضربين، وكذلك إقحامها لجميع أدواتها في محاولة وقف الإضراب ليس من بينها تلبية مطالب المضربين،
ولوعدنا للخلف سنوات قليلة عندما هدد موظفوا القطاع النفطي بالإضراب سابقا لما اتخذ قرار وقف صرف مكافأة النجاح والبونص السنوي رأينا سعي السلطة لحل الأزمة قبل موعد الإضراب، وحاولت كثيرا احتواء الأمر دون تصعيد ولا تحريك أدوات لتشويه مطالب المضربين إلى أن رضخت أخيرا لهم.
وبما أن السلطة قد قررت تجاهل مطالب المضربين في القطاع النفطي كما سبق لها وأن تجاهلت مدة 3 أسابيع تقريبا مطالب نقابة العاملين في التأمينات الاجتماعية، فلا يمكننا إلا أن نقرأ ما خلف هذا التعنت السلطوي، وهو خلق مواجهة شعبية مع المضربين، فأضرار الإضراب لن تتوقف فقط على غلق محطات البنزين كما يتخيل البعض، بل يتعدى الأمر إلى محطات الكهرباء في حال نفذ مخزونها الاحتياطي وتوقفت عن العمل فإن المضربون سيجدون أنفسهم بمواجهة الشعب.
كذلك ستتوقف المستشفيات والمرافق العامة وكل المصالح في حال استمر الإضراب أكثر من أسبوع، وعليه سيرغم المضربون على توفير حاجات ومستلزمات الشعب وإلا سيكونون هم بمواجهته، وعندها لن ينظر الشعب لحقوقهم ومكتسباتهم بل سينظر الشعب لمصلحته بعودة كل ما تم تعطيله بسبب الإضراب للعمل.
قد يقول قائل إن السلطة لِمَ ستفكر مثل هذا التفكير الشيطاني، فهي ستخسر عقودها الآجلة والتزاماتها تجاه السوق، ولكن لنذكر الجميع بأن بعض مرافق القطاع النفطي وحسب وثيقة الإصلاح الاقتصادي سيتم تخصيصها، وعليه فكل ما سيبقى تحت الأرض سيكون مكسب لمن رسم وفكر وخطط ودبر لبيع الكويت ولن يرضى بأن يشاركه فيه أحد.
هذه قراءة قد أكون فيها شيطنة السلطة فيها، ولكن كل سوابقها تقول إن الشيطان نفسهم عند سلطتنا تلميذ في الصف الأول الابتدائي لا يفقه في فن الشيطنة شيء!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.