إن الحديث عن وثيقة الإصلاح الاقتصادي وما تضمنته من بنود وأولويات يعتبر كلاما هلاميا سيجعلنا ندور في دائرة مفرغة إن لم نبحث ونمحص ما جاء فيها بندا بندا، وندقق علي الأهداف التي وضعت منأجلها، ولماذا الاستعجال في تطبيقها ونحن في ظل إدارة مترهلة وسيئة خاضت الكثير من التجارب ولم تنجح والدلائل والمؤشرات لا تحتاج منا ان نعود للخوض فيها.
لا شك ان الثقه مفقودة عند أغلب المواطنين في الإدارتين الرقابية ممثلة بمجلس الأمه والتنفيذية ممثلة في الحكومة. فكيف بشعب لم يعد لديه الثقة بمن سيقود الإصلاح بالنظريات والكلام المغلف بالورود أن يقتنع بما تخطط هاتين الإدارتين للقيام به لمستقبل البلاد، وهو الذي يري الترهل الإداري والطريقة التي يتم بها تعيين القياديين تسير علي البركة، ومجرد ترضيات وعدم الأخذ بما يحقق العدل والمساواة بين جميع فئات الشعب ووضع الرجل غير المناسب في المكان الغير مناسب ايضا واستبعاد او بالاحري محاربة العنصر الشبابي المبدع او التضييق عليه
اذا ارادت الحكومه ان تيسير بطريق الإصلاح فيجب عليها اولا ان تقنعنا بأنها صالحه للقيام بهذا الدور وتبدأ بنفسها. أما أن نسمع جعجعة وقرقعه ومطالبه بالضبط والربط وشد الأحزمة وهي بدون حزام فهذا هدرا في الكلام والوقت ليس له طائل.
نعم نحن مع الإصلاح ومع الترشيد ومع ضبط الاستهلاك، ولكن عندما نري القدوة ليست صالحه ومبذره ومتسيبه وفلتانه كيف إذن نقنع أنفسنا بالسير بطريق مستقيم. نعم نحن شعب استهلاكي وغير منضبط في الغالب، ولكن كما تكونوا يولي عليكم. لم نري مسئولا منضبطا ليكون القدوه الصالحه لنا ولا هناك رقابه علي اغلب ان لم تكن كل مشاريعنا ولا قانون حازم يعاقب المسئ ويكافئ المجد سوي علي الورق وعلي الفقير في الوقت الذي نري فيه المتنفذ يسرح ويمرح بلا حسيب او رقيب والشواهد التي تدمي القلب كثيرة.
ان وثيقة الإصلاح الاقتصادي التي احتوت على ستة محاور و41 برنامجا تنفيذيا، 23 منها قصيرة الأجل، 13 متوسطة الأجل، و 5 منها قصيرة إلى متوسطة يجب التدقيق في جميع محاورها وبرامجها بدقه متناهية لكي لا نسلقها كسلق البيض ونفرضها علي الشعب وفيها من الشوائب الكثير. وقد يكون هناك الكثير من المصالح الخفيه تختبئ بين السطور والتفاصيل والتي قد تمر مرور الكرام علي الإخوة أعضاء المجلس والذي نعلم ان اغلبهم لا يقرأ وان قرأ لا يفهم مع الأسف وهمه الاول مصالحه الخاصة وتمرير معاملات العلاج وغيرها ولا عنده استعداد حتي لقراءة السطور الرئيسيه فما بالك بالتفاصيل والتي غالبا ما يختبئ الشيطان بها.
لقد تطرق الكثير من الإخوة الكتاب وذوي الاختصاص لما يجب القيام به لنصل إلي الهدف المنشود الذي يرضي العباد ولا يظلم البلاد.
هناك قواعد وأسس تبني عليها هذه المشاريع والاصلاحات ولن تنجح الا بتوفر هذه العوامل وأهمها تطوير وتحسين الإدارة وتجديد دماءها بدلا من القيادات المترهلة التي اكل عليها الدهر وشرب. ولا زالت متمسكة بالكراسي والمناصب وتزين للقيادة العليا بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح كذبا وبهتانا، فالإجراءات الإصلاحية تتطلب أولا تبديل هذه القيادات والذي سيترتب عليه الكثير من الأمور وأهمها وقف الهدر الذي اعتادت عليه هذه الإدارات من زمن طويل ولا زالت وعليكم مراجعة المصاريف والامتيازات التي قفزت من الآلاف إلي الملايين.
ويأتي الدفع بجيل الشباب المبدع الي تسلم هذه المناصب والإدارات مطلبا ملحا وضروريا لتحريك المياه الراكدة وتغيير الدماء بشرط ان يكون الشاب المناسب في المنصب الذي يستحقه وعمل مؤشر استبياني لأداء هذه القيادات الشابه الجديده وإعادة تقييم عملها كل ستة شهور ومراحل تطور العمل في الإدارات المختلفه والتدقيق والمحاسبة ومتابعة المشاريع المقدمة لكي لا نسقط في وحل الماضي التعيس الذي لا زلنا نتخبط فيه.
وهناك الكثير من الإرشادات والنصائح التي من الممكن ان تساعد الحكومات للنهوض مجددا ان كانت النوايا صادقه ستجدها في عقول المستشارين والمفكرين الذين أهملتهم الدوله قسريا فانزووا بعيدا حفاظا علي كرامتهم واحتراما لعقولهم بعد ان تصدر المشهد المتسلق والجمبازي وتنابلة السلطان.
اللهم وفق بلادنا للخير، واحفظ ولاة أمورها وارزقهم البطانه الطيبه وشعبها الطيب الحبيب الصبور.
ودمتم
أضف تعليق