كتاب سبر

سلام الله في سورة الصافات على النبي إلياس صار سلاما على (أهل) محمد!

سبحان الذي علّمنا أن نهتدي بالقرآن الكريم، وجعله لنا نورا ورحمة وشفاء فكان كتابا مبينا مفصِّلا لكل شيء فيقول سبحانه:”إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” الإسراء 9، ويقول وقوله الحق:”وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً” الإسراء 14، وكذلك يقول:”وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ* وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” الأنعام 38 و 39.

وبعد فلم يبق أحد يعرف أو لا يعرف إلا وانقض ليرد ويوضح أين هم (آل محمد) و(أهل بيت) النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، وكأننا ننكر أهل بيت محمد، أو ننكرٌ أن محمدا له (آل) اتبعوه وآمنوا به مثلهم مثل (آل) إبراهيم عليه السلام، الذين نصلي ونبارك عليهم في كل صلاة من صلواتنا الخمس كل يوم.

وكثير من الردود حق، وكثير منها وإن أخطأ فاجتهاد له أجره، لكن الكثير أيضا له غرض وهوى الطعن والتجريح وإبداء الخصومة والأذى. وفيما الخصومة والأذى زائلان فالمؤلم هو الجهل المنتشر بفهم وتدبر القرآن الكريم، الذي يطابق مع الأسف نبوءة الآية الكريمة التي يقولها الله سبحانه على لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم:”وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” الفرقان 30، فمن مشاهد يوم الحساب العظيم، هذه الشهادة من نبي الرحمة والشفاعة عليه الصلاة والسلام على أمته (كمحصلة) بعد أن يقلب الكافرون أيديهم غمّا وحزنا، ويعضون على أصابعهم ندما ولوما، وهو ما تصوره الآيات المبينة:”يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا* وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا* أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا* وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا* الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا* وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا” الفرقان 22-29، لتفسر الآية التالية سبب كل ذلك وهو (هجر القرآن الكريم).

هذه الأمة (أمة الإسلام) جعلها الله (وسطا) وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم شهيدا عليها:”وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا..”البقرة 143، وفي غير موضع ذُكرت شهادة الرسول كأحد أهم أحداث يوم الحساب، فكل رسول من الرسل يشهد على أمته، بينما الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم شهيد على كل البشر:”وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ* وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ* وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ* وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ* الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ* وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ” النحل 84-89. ومن ذلك أيضا قوله تعالى تأكيدا لشهادة النبي هذه:”فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا” النساء 41، وهي آية تتوسط آيتين تصفان الحساب يوم الحساب، إذ يقول عزّ من قائل: “إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا* يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا” النساء الآيتان 40 و 42.

فكل جهل مرده عدم معرفة القرآن وهو ناجم أساسا عن هجره، لأن العكس معناه صُحبة وعشرة وأُلفة معه نتيجتها تدبره وفهمه واستيعابه، وبالنتيجة عدم الضلّ والنأي عن الزلّ، فيكون البعد عن الجهالة والضلالة والزلل، نسأل الله العافية.

في سورة الصافات لا ذكر لآل النبي بمعنى أهله أو أقاربه، وعبارة السلام على إل ياسين إطلاقا ليست السلام على آل ياسين الذين هم آل محمد بافتراض أن (آل) هم (أهل) وبافتراض (القبول) أن ياسين هو (يس) الذي هو النبي محمد!.

الصافات بإجماع العلماء هم الملائكة وهي من السور التي اسمها افتتاحيتها التي يقسم الله الخالق جل شأنه بها، أو من السور القرآنية التي اسمها أول كلمة فيها، مثل (طه) و(الرحمن) و(النجم) و(الطور) و (يس) و (ص) و (التين) و (الضحى) و (الشمس) و (الليل) و (الفجر) و (عبس).. ألخ.

وسورة (الصافات) ذكر للملائكة مثلها مثل سورة (النازعات) فعندما نقول:”والنازعات غرقا” فهي الملائكة تنزع أرواح الكفار بشدة وألم، و (المرسلات) حيث يقسم الله بقوله “والمرسلات عُرفا” أي بالرياح متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا فتكون شديدة الهبوب مهلكة، تسوقها ملائكة موكل إليها سوْق السحب حيث يشاء الله، و(الذاريات) حيث (المقسمات أمرا) هي الملائكة، ولعل (الصافات) أعم وأشمل وصفا للغالبية العظمى من خلق الملائكة، لدرجة أن هناك سورة باسم (الصف) والله فيها يعلن حبه للذين يقاتلون في سبيله (صفّا كأنهم بنيان مرصوص):”إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” الصف 4، وفي هذه السورة (الصف) البشارة للمسلمين بقوله تعالى:”هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” الصف 9، وفيها آية البشارة بالنصر وفتح مكة المكرمة: “وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” الصف 13، فالحال البديع للملائكة أنهم صفا صفا، والاصطفاف معناه التنسيق والنظام والتراتبية، والإيمان بالملائكة واجب وفرض على كل مسلم فهم من الغيب الذي يدعونا الله للإيمان به: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”البقرة 3، والملائكة موكل لهم أمور عظيمة في الكون، والله أخبرهم عن خلق آدم لا استشارة وإذنا وإنما لأن لهؤلاء كما نعلم من الكتاب المبين مهمات، فالملائكة موكلون بسجلات أعمالنا، حلالها وحرامها، والملائكة تبسط أجنحتها حيث يشاء الله، ولعل هذه المخلوقات لا تنطبق عليهم القوانين التي تنطبق على البشر مثل الجاذبية وكتلة المادة والكثافة وحركة الذرة وجزيئياتها والجينات..ألخ وأيضا اختزان الطاقة الحرارية وخروجها بانشطار الذرة.

والصف والاصطفاف وصف قرآني لأشياء جميلة طيبة مثل:”وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ”، الغاشية 15، ومثل:”مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ” الطور 20، والخلق يعرضون على الله يوم الحساب صفوفا مصفوفة:”وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ (صَفًّا) لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا” الكهف 48، وفي اليوم الحق تكون الملائكة صفا لا يتكلمون إلا بإذن الرحمن:”يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ (صَفًّاً) لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا* ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا” النبأ 38 و 39، وفي وصف موجز بليغ وجميل: “وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ (صَفًّا صَفًّا)* وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى” الفجر 22-23، والملائكة في السورة ذاتها تفخر بهذا الاصطفاف فيرد قولها في القرآن وفي ذات السورة (الصافات):”وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ” الصافات 165-166.

من هنا نجد التعظيم الكبير للرسل الذين ذكرهم الله في السورة، ثم خصهم بالسلام بالاسم، ثم ختم بالسلام على جميع المرسلين: “سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” الصافات 180-182. وسورة الصافات هي السورة رقم 37 في المصحف الشريف، وبفاتحتها يقسم الله سبحانه وتعالى بالصافات فيقول والصافات صفا:”وَالصَّافَّاتِ صَفًّا* فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا* فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا* إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ” الصف 1-4، وتفسير بقية السورة متاح في مجامع التفسير المختلفة والمعتمدة لكن ما يعنينا منها أنها سورة (السلام على المرسلين)، ففي السورة يسلم الله على كل نبي ممن يرد ذكرهم منفردا لوحده وليس معه أي أحد سواه، لا أهله ولا أتباعه (آله) ولا أي أحد آخر، فهو ثناء مخصص. يقول تعالى في السورة:”سلام على نوح في العالمين” و”سلام على إبراهيم” و”سلام على موسى وهارون” و “سلام على إل ياسين” و”سلام على المرسلين”، وفي السلام على إل ياسين واضح أن المقصود نبي اسمه الياس وليس النبي محمد (ياسين) أو (يس) وآله كما يراد لي عنق الآية ليستخرج هذا المعنى الشاذ.

الله سبحانه يتحدث عن النبي نوح عليه السلام فيقول:”وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ*(سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ” الآيات 75-82. ثم من الآيات 83 وحتى 113 ذكر أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وقصته مع قومه وتبشيره وما حصل معه بعد تحطيمه الأصنام ونجاته من مكر قومه:”وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ* إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ* أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ* فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ* فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ* فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ* فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ* مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ* فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ* فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ* قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ* وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ* قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ* فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ* وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ* رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ* فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ* (سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)* كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ* وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ* وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ” الآيات من 83-113. ثم يأتي ذكر قصة موسى وهارون فيقول تعالى: “وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ* وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ* وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ* وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِينَ* (سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)*إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ” الآيات 114-122.

ثم يأتي ذكر النبي إلياس عليه السلام والذي يراد تحريف آياته لتكون عن (ياسين) الذي هو النبي محمد!..ثم يتم تحريف اللفظ ليكون من إل ياسين إلى آل ياسين، وهذا أعجب ما يمكن أن تراه من الجهل وسوء الفهم للنص القرآني ومع سبق الإصرار والتعمد، فالنص واضح للغاية وشديد الجلاء ومنسجم بالمطلق مع ما سبق من السلام على الأنبياء الآخرين عند ذكرهم فأي عقل هذا الذي يتقبل تأويلا كهذا؟

يقول الله تبارك وتعالى:”وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ*(سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ”الآيات 123-132. ثم الختام بالحديث عن الرسولين لوطا ويونس، وسرد لقصتيهما، ثم الختام:”(وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.

ومن جانبي أضيف عليها:السلام على المتدبرين، السلام على من كان القرآن حبيب قلوبهم، السلام على المؤمنين المستهدين المستنيرين.

2 تعليقات

  • السلام عليكم… إل ياسين لم تحرف إلى آل ياسين… لكن هناك قراءات متواترة للقرآن من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم… الإمام نافع المدني و الإمام ابن عامر الدمشقي و الإمام يعقوب الكوفي قرؤا آل ياسين… بفتح الهمزة و مدها و كسر اللام… هؤلاء ثلاثة من أئمة القراءات العشر… و الأمر مدرج بكتب التفسير… و عليها استنتج أن سيدنا إلياس ذكر في القرآن بأربع لغات.. إلياس… الياس… إلياسين… ياسين… ياسين هو اسم لسيدنا إلياس عليه السلام

  • اتعبت نفسك كثيرا في المقال وشرقت وغربت وحاولت ان تبعد اهل البيت عن السلام عليهم من رب العالمين واستخدمت لي عنق الآية لتوصلنا الى هذه النتيجة وتخالف فيها عدد من المفسرين السنة كابن كثير والقرطبي وغيرهم

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.