تالله والله وبالله,نحن نعيش اليوم أزمة مثقفين حادة,أزمة خانقة حتى الاعمى أصبح فيها يري بيوت غلال ثقافتنا خالية و”تصفر” من طحين الفائدة , وأمسى فيها من به صمم يسمع جعجعة مثقفينا الفارغة من علي بعد مليون سطر, وصار أبكمنا شاعر القوم يلقي قصائد الرثاء فوق قبر ثقافتنا المأسوف علي أحبارها وقراطيسها!
لا اقول أن المثقفين انقرضوا -لا سمح الله- , فهم يملؤن كراسي الندوات وأعمدة الصحف وأرصفة مواقع التواصل , بل أقول أن شوارب ثقافة بعضهم خلت من دسم كرم الحقائق , فتحولوا الي قوارض مأربيه تنهش أساسات سدودنا المجتمعية لتحيلها علينا سيل العرم فنهلك ! مثقفينا– الا من رحم الله – صار اليوم جل هم قضاياهم ملاحقة طرف خيط قطعة قماش نص متر في ربع متر اسمها حجاب أو نقاب, وكأنما علاج التخلف في طب التطور مقرون بالخلع والمزيد من الخلاعة, لدرجة انني صرت والعياذ بالله أشك ان عصر النهضة في أوربا كان اسمه “عصر الستربتيز” لا عصر التنوير !.
مثقفون صار شغلهم الشاغل اليوم وضع سماعات الأيفون علي صدور التغاريد والمقالات والمقاطع ثم نصح الاصحاء من خلق الله : خذ لك حبة “مايوه” قبل الأكل وبعده وأدهن ظهر سترك بـ”مرهم بكيني” قبل النوم وسيختفي التهاب الغيرة المزمن عبر تاريخك لتنام بعدها علي جنب “الدياثة” الذي يعجبك , يواصلون في مقالاتهم وندواتهم الضرب علي هذا الوتر النشاز الذي لا يطرب الا خيالهم المريض,وكأن علتنا تتلخص بأننا نكلم النهضة من وراء حجاب امرأة أو نقاب سيدة , نقاب اوحجاب ختارته بمليء إرادتها الحرة ولم يجبرها عليه أحد ,ومع الأسف الجملة الاخيرة هي لب الليبرالية الذي لا يفهمه مثقفي القشور الحضارية.
مثقفون يتصايحون في كل واد: اخلعوا تصحوا! وكأن من انضم الي ناسا ليست الدكتورة تهاني عامر المحجبة التي تولت مشروع أنفاق الرياح الفضائي بل هيفاء وهبي التي اكتشف “مجرة بوس الواوا” عبر تلسكوب”روتانا” الفضائي ,يتباكون في كل لقاء وكأن من حاز جائزة نوبل لم تكن توكل كرمان المحجبة بل”فاشنيستا” أبهرت نوبل معجزات “بدي كيرها” و”قصة حواجبها” وزلزلت كيان اعجابه إسهاماتها في علم “أركولوجيا الهذرة” عبر السناب وخلافه فوهبها جائزة نوبل في الأهداب و”الهذرولوجيا”!
يبدو والله أعلم أن مشكلة بعض مثقفينا مرتبطة بالعرض والطلب , فالواضح أن عندهم قناعة انه كلما عرضت “وجهك البارد” أكثر كلما زاد الطلب عليك أكثر وأكثر,متناسين أن هذا الطريق ذوحدين فقد يزيد عدد”الفلو”لديك ولكنه أيضا سيزيد عدد الــ” تفو” تجاهك,هذه التفتفه الذي ربما ترياقها سيغسل عار مجتمع وضع هؤلاء البعض أو قل البعوض علي منابر ثقافتنا, ليخطبوا فينا “خطبة الخلعة”!
أضف تعليق