مئات من السجناء فروا من سجن في جنوب افغانستان الاثنين عن طريق نفق حفره مقاتلون من حركة طالبان في ما وصفوه بأنه “كارثة” للحكومة الافغانية وانتكاسة للقوات الاجنبية التي تعتزم بدء انسحاب تدريجي خلال الشهور المقبلة.
وأبلغا كبير المتحدثين باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي مؤتمرا صحفيا أن الحادث يكشف عن أوجه قصور خطيرة في الحكومة الافغانية.
وقال المتحدث وحيد عمر “هذه ضربة وما كان يجب أن يحدث هذا. نحاول أن نعرف ماذا حدث على وجه التحديد وما يتم اتخاذه من اجراءات للتعويض عن الكارثة التي حدثت في السجن.”
وقال توريالاي ويسا حاكم اقليم قندهار لرويترز ان 488 سجينا تمكنوا من الهرب نتيجة “اهمال” قوات الامن الافغانية في السجن الرئيسي بالاقليم. وأضاف أن النفق يؤدي الى منزل قريب من السجن، واضاف انه تم القبض على 26 من السجناء الهاربين وان اثنين قتلا في تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن.
وقال الجنرال غلام داستجير المسؤول عن السجن ان السجناء فروا جميعا عبر النفق، وأضاف قائلا “لم يستطع أحد الفرار من البوابة الرئيسية. الكل خرج من خلال النفق. المقاتلون عكفوا على حفره لحوالي سبعة أشهر.”، ومضى يقول “طالبان زرعت قنابل داخل النفق ويصعب التحقيق قبل ازالة المتفجرات.”
وفي واشنطن قال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان من المبكر جدا الحديث عن اثار فرار السجناء على الخطط لتسليم سجون اخرى الي السيطرة الامنية الافغانية.
وقال مسؤول باسم وزارة الخارجية الامريكية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان مساعي نقل المزيد من المسؤوليات الامنية الي السلطات الافغانية ستستمر.
وقال المسؤول “هذا الهروب مسألة خطيرة تعمل السلطات الافغانية على معالجتها” مضيفا ان مستشارين امريكيين وكنديين يساعدون في تدريب واعداد العاملين من مديرية السجون المركزية الافغانية في السجن.
وطويت سجادة كبيرة في الزنزانة لاظهار الحفرة على ما يبدو. وذكرت الشرطة للصحفيين أن المقاتلين استخدموا روافع السيارات لكسر الارضية الخرسانية التي يبلغ سمكها عدة سنتيمترات.
وقالت طالبان في بيان ان 541 سجينا فروا من خلال نفق استغرق حفره شهورا وانهم نقلوا فيما بعد بسيارات الى مواقع أكثر أمنا.
وذكرت أن فرار السجناء استغرق أربع ساعات ونصف الساعة خلال الليل الامر الذي يعني أن زهاء 100 سجين كل ساعة كانوا يزحفون خلال النفق الذي يتسع بالكاد لرجل واحد.
وأضاف البيان “المجاهدون بدأوا حفر نفق طوله 320 مترا الى السجن من الجهة الجنوبية تم الانتهاء منه بعد فترة خمسة اشهر متفاديا مواقع تفتيش العدو والطريق الرئيسي بين قندهار وكابول المؤدي مباشرة الى المعتقل السياسي.”
وقال مسؤول أجنبي في قندهار أن السجناء الاربعمائة والثمانية والثمانين الذين فروا بينهم 13 مجرما عاديا والباقي مقاتلون. وأضاف أن عدد السجناء الذين أعيد القبض عليهم لا يزيد على 26 شخصا وأن سجينين اثنين قتلا خلال تبادل اطلاق النار مع قوات الامن.
أضف تعليق