تبقى حركات التحرر الوطني ضد الأنظمة المستبدة والدكتاتورية أمل الشعوب المقهورة من أجل الخلاص والانعتاق من الظلم والاستبداد والعبودية والحرمان والفساد والجهل والتخلف الذي تمارسه الأنظمة الدينية التي تمارس منهجية غسل أدمغة البسطاء وإذكائها بالخرافات والأوهام المذهبية الفارغة لديمومة البقاء على سدة الحكم وزجها بالحروب المهلهلة بالوعود والشعارات الكاذبة والمضحكة لما بعد الموت هذا ما يفعله نظام الدجالين في طهران بالجموع الجاهلة للمجتمع الإيراني.
من رحم هذه المعاناة والإرهاصات المميتة للشعب انبثقت المعارضة الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة بقيادة منظمة مجاهدي خلق التي اكتسبت ثقة الشعب الإيراني ووسعت قاعدتها الجماهيرية في اثر إخفاقات ولاية الفقيه الخمينية وتهورها الأعمى من خلال تدخلاتها السافرة بالشؤون الداخلة للدول العربية والإسلامية وخوضها حروب طاحنة لا طائل منها التي أنهكت كاهل المواطن بعد ان بددت ثرواته القومية على نزوات قاتلة مما دفع الشعب الإيراني إلى الوثوب بانتفاضة عارمة والالتفاف خلف راية المعارضة ومجلسها الوطني للمقاومة التي أثبتت قدراتها وإمكانياتها الهائلة على الساحتين الإيرانية والدولية وكان آخرها المؤتمر الكبير الذي عقد في العاصمة الفرنسية بتاريخ 9/7/2016 حيث حقق نجاحا باهرا أذهل العالم في قوته التنظيمية والحضور المكثف للمعارضين الإيرانيين لنظام الفاشية الدينية وضخامة الوفود الأجنبية التي مثلت الفعاليات البرلمانية والسياسية والاجتماعية والدينية وكبار الشخصيات الرسمية من مختلف دول العالم وكان للأمم المتحدة حضورا واضحا ورموز مؤثرة في مصدر القرار للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
وقد ألقت السيدة مريم رجوي خطابا تاريخيا أضفت على أعمال المؤتمر رونقا وطنيا رائعا بعد أن تناولت الأسباب الحقيقية لمأساة المواطن الإيراني الذي أحدثها نظام الدكتاتورية الدينية المتسلط وفشله في إدارة السلطة والحكم وتخبطه في الشؤون الاقتصادية وعلاقاته الدولية وقمعه للأقليات وارتفاع وتيرة الإعدامات إلى ثلاث أضعاف وتسببه في الركود الاقتصادي إلى درجة الإفلاس وفشله في احتوائها بعد عام من الاتفاق النووي وانكفاء ما يسمى بالتيار المعتدل المتمثل بروحاني ورفسنجاني الذي سقط على الأرض وراح النظام الدموي إلى ممارسة المزيد من القمع للمواطنين الكرد والعرب والبلوش وأتباع الديانات المختلفة ولم تسعفه رفع العقوبات الدولية أو زيادة تصدير النفط بسبب تورطه في مستنقع الحرب السورية.
وأكدت سيادتها ان بعض الدول تبني أحلاما على مد الجسور مع النظام الآيل للسقوط وان أجنحته المتصارعة قد فشلت في إيجاد طريق للاستمرار والبقاء وأن النظام قد أصابه الهلع من هذا التجمع الباريسي الضخم كونه البديل الأمثل في الحل الذي يريده الشعب الإيراني وهو الحل الحقيقي المطروح من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية نتيجة انعدام الحل من داخل النظام .
وتحدثت السيدة رجوي عن المستوى الدولي وخاصة الدول التي عولت كثيرا على الاتفاق النووي بأنه سوف يجلب الهدوء إلى المنطقة إلا انه جاء بمزيد من البراميل المتفجرة لقتل الشعب السوري وزج أكثر من سبعين إلف من الميليشيات العراقية وقوات حرسه لغرض التطهير القومي الذي طال السنة … فأن طريق الخلاص من داعش مرهون بانتهاء احتلال الفاشية الدينية لسوريا والعراق واليمن وليس العكس كما تتصور بعض الأطراف الدولية التي تتعاون مع قوات القدس الإرهابية لهذا الغرض .
إن السياسة الأمريكية تجاه النظام الإيراني ومنطقة الشرق الأوسط طيلة عقود تسير من خطأ إلى خطأ فتارة دعم المعتدلين في النظام وتارة أخرى تصنيف مجاهدي خلق والوقوف بوجه انتفاضة 2009 ، فالطريق الوحيد والضروري هو الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الديمقراطية والحرية.
أضف تعليق