دخلت الغارات الجوية الغربية على ليبيا أسبوعها السادس ورغم سلسلة من المبادرات اللافته للنظر من جانب حلف شمال الاطلسي ما من مؤشر على تحول عسكري حاسم قد يعجل بنهاية المعارك.
كما لم تظهر مؤشرات تذكر على انقسام في صفوف حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي قد تسرع بخطى ايجاد حل سياسي للصراع.
ويمكن ان يشير حلف الاطلسي الذي تولى قيادة الحملة الجوية من تحالف تقوده فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة قبل شهر الى بعض النجاحات في حماية المدنيين في شرق ليبيا من الهجمات في بنغازي واجدابيا.
ولكن حصار مصراتة مستمر واعترف قائد عمليات الحلف الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد يوم الثلاثاء بأن الحلف لم يقض بعد على تهديد قوات القذافي للمدنيين.
وشهد الاسبوع الماضي توسيع نطاق حملة القصف التي يشنها الحلف لتشمل مقر القذافي في طرابلس واعلان واشنطن انها تنشر طائرت بلا طيار وانسحاب القوات الحكومية الليبية من وسط مصراتة مما قد يشير الى بداية تحول للخروج من حالة الجمود العسكري.
وقال المحلل الاستراتيجي الفرنسي فرانسوا ايسبور “من الناحية العسكرية واقع الحال ان الوضع لم يتغير كثيرا عما كان عليه في بداية الحرب.”
وتابع “يسيطر القذافي بصفة اساسية على نفس الاراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في بداية الحرب لذا من المستبعد ان يترك السلطة طواعية في اطار صفقة من خلال مفاوضات. ومن ثم فانها لا تمثل نتيجة عظيمة من منظور الحلف.”
وقال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في لندن ان القذافي أظهر انه خصم أكثر مرونة وقدرة على التكيف مما كانت القوى الغربية تأمل.
وقال جوشي “تكيفت قواته بشكل ممتاز.”
وقال “التكليف الرسمي للحلف لا يشمل ازاحة القذافي من السلطة لذا سينفي القادة ذلك قائلين انهم يستهدفون مراكز اتصالات وغيرها ولكن بالنسبة لي أشعر أنهم يلاحقون القذافي شخصيا.
“هذا يعني وجود فجوة بين ما يردده الحلف بشكل جماعي عما يريد أن يفعله وما تقوله فرنسا وبريطانيا وامريكا. ستكون قضية صعبة داخليا ويبدو أن من شأنها اثارة توترات داخل حلف شمال الاطلسي.”
وقال نيك ويتني من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان قادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة يضغطون على انفسهم باعلانهم ان المهمة هدفها تغيير النظام.”
وقال “للاسف لا يمكن تحقيق ذلك من خلال القصف . ينبغي ألا تكون هناك ضغوط بشأن الجدول الزمني في هذا الصدد ولكن ينبغي تقبل ان هدف الحرب هو فك الاشتباك ووقف اطلاق النار والمفاوضات. من الخطأ الخلط بين عمل عسكري وتغيير نظام.”
وقال فالاسيك ان حقيقة ارسال بريطانيا وفرنسا وايطاليا مستشارين عسكريين تظهر أنهم يدركون أن من المستبعد تحقيق نجاح سريع.
ومضى قائلا “يشير لاستراتيجية طويلة المدى لديهم معضلة ..الحرب لن تنتهي بدون القضاء على نظام القذافي. وبدون تحويل المعارضة الى قوة مقاتلة مناسبة ومساندتها من الجو لا توجد وسيلة جيدة لارغام القذافي على التنحي.”
وقال ان أي تقدم أحرز حتى الآن كان هامشيا.
وتابع “باستخدام المنطق العسكري يتحدثون عن بوصات قليلة الى اليسار او الى اليمين. لا زالوا على بعد ميل من تحقيق الهدف السياسي النهائي وهو الاطاحة بالقذافي من السلطة.”
أضف تعليق