قال المتحدث باسم عملية “البنيان المرصوص” التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني الليبية، إن غرفة قيادة العملية وافقت على توفير ممر آمن لخروج أسر مقاتلي وقادة تنظيم “داعش” الإرهابي، المحاصرين في مدينة سرت (شمال وسط)، مع اقتراب المعركة من ساعاتها الأخيرة.
وأفاد “محمد الغصري” للأناضول، فجر اليوم الإثنين، بأن القتال قد توقف في الوقت الحالي في الأجزاء الأخيرة من آخر معقلين للتنظيم، من أجل السماح لأسر مقاتلي “داعش” ممن تبين أنهم عالقين بالخروج، في مهلة لا تزيد عن الغد (اليوم الإثنين)، لافتا أن المرور يقتصر فقط على الأطفال والنساء.
ويأتي قرار عملية “البنيان المرصوص”، بعد ساعات على إعلانها تمكن قواتها من السيطرة على معظم الحي الثالث في مدينة سرت (شمال وسط)، وهو واحد من آخر معقلين يتواجد بهما جيوب للتنظيم بعد أن خسر مواقعه في المدينة.
وأضاف الغصري اليوم “بالفعل وصلت بعض الأسر وتم إخراجهم، ولكننا نعتقد أن هناك المزيد فالدواعش (عناصر داعش) كانوا يعتقدون أن الاحتماء بأطفالهم ونساءهم سيحميهم من الموت”، مؤكداً أن ثمة نداءات وصلتهم من طرف عناصر التنظيم تطلب السماح لأسرهم بالمرور إلى خارج مناطق القتال.
وبين “الغصري” أن نساء عثر عليهن خلال معارك الساعات الأخيرة في أحد منازل الحي الثالث، مبيناً أن أزواجهن قد تركوهن لدى فرارهم من الحي .
وعن حصيلة الاشتباكات والقتال في المدينة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، أفاد الغصري، بأن عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية قد ارتفع إلى 34، فيما زاد المصابين عن 125 جريحا.
وأمس أعلن المستشفى الميداني بمدينة سرت التابع لعملية “البنيان المرصوص”، على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، عن سقوط 32 قتيلا وإصابة أكثر من 120 من القوات الحكومية جراء الاشتباكات المندلعة مع تنظيم “داعش”.
وفي تصريحات سابقة، مساء أمس، أكد الغصري للأناضول، أن “المعارك على أشدها داخل الحي الأول، فيما تمت السيطرة على (معظم) الحي الثالث”، مبيناً أن القتال تجدد صباح الأحد، بين القوات التابعة لحكومة الوفاق، وتنظيم “داعش”، في الحيين السكنيين الأول والثالث بمدينة سرت.
وانطلقت عملية “البنيان المرصوص” في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء سيطرة “داعش”، على سرت، عبر ثلاث محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد.
وخلال الأيام الماضية، حققت قوات العملية تقدماً كبيراً في المدينة، باستعادتها أكثر من مقر أبرزها مجمع قاعات “واغادوغو” الحكومي، الواقع في قلب المدينة، وكان مقر قيادة تنظيم “داعش” فيها، إلى جانب تحرير مستشفى “ابن سينا” القريب من المجمع ومصرف متاخماً له
أضف تعليق