كتاب سبر

وقبّلْتُ يدَه

“يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ(أكتوبرَ) انْصَرَفَتْ         منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة َ الحلب”
 … وهل سبق لك أن قبلت يد رجل ما ,أنا فعلتها ثلاثا,قبلت يد أبي يرحمه الله,و يد أخي يحفظه الله,وفي صبيحة السادس من أكتوبر قبل ثلاثة أعوام ,شرفت بإجراء حوار مع ضابط متقاعد كان برتبة نقيب وقت العبور.ويومها أشار بيده على الهواء مباشرة أنه بهذه اليد أغمض عين قائده بعد أن سمع أمنية القائد الشهيد بأنه لو استطاع نزع علم إسرائيل المرفرف فوق القنطرة شرقا لاحتفظ به حتى يضعه ملصقا بكفنه حينما يلقى وجه رب كريم ,أشار الضابط بيده وأكمل: استشهد سيدي وقائدي وبعد أسبوعين عبرنا وذهبت لنفس العلم ونزعته واحتفظت به وكتبت عليه بدمي (الله أكبر) وفي أول إجازة ذهبت لأمرأة سيدي واستأذنتها وفتحت القبر و وضعت علم إسرائيل إلى جوار الجثمان الطاهر,وانتهى اللقاء وأنا مشلول اللسان,وخرجت معه حتى باب المصعد ودون عزم مسبق ولا ترصد ولا تعمد., هويت إلى نفس اليد وقبلتها..وكتبت بمفكرتي:” يا وقعة أكتوبر.,لو أني حبة رمل متعطنة بالماء المالح من قناة السويس عالقة بنعل بيادة شهيد,إذا إني ورب الكعبة لسعيد”.
 هيه وحدوه…وكبروه,,و يا يوم وقعة أكتوبر ,,,ارتفعت قامتك في نظر المتأملين,ويا يوم وقعة أكتوبر احتارت في حسن طلعة صباحك الممزوج بعزم الرجال عقول المفكرين,ويا يوم وقعة اكتوبر هل أحاطك نثر أو ارتقى إليك شعرٌ,يا أيها الضوء في تاريخنا و المنارة في مستقبلنا ,أنت عطية السماء وهدية الزمن لمصر التي لا بلد مثلها في الدنيا.
 كان المعتصم بالله وكانت وقعة عمورية وكانت ملحمة من ملاحم هذه الأمة و حتى تبقى ذكرى عمورية حية شاخصة في كل كتب التاريخ والأدب قيد الله تعالى شاعرا حبيبا,وحبيب صفة واسمٌ لأبي تمام وحتى هذه الساعة يدرس التلاميذ بمادة النصوص المقررة :” السيف أصدق إنباء من الكتبِ”,والتي خلد فيها شاعرنا العظيم وقعة وموقعة  عظيمة تزيد ذكراها حسنا على مر السنين,والقصة معروفة عن المرأة التي صفعها جندي رومي ببلدة عمورية فصرخت وامعتصماه,يعني لو أن أمير المؤمنين المعتصم يرى ويسمع لتزلزلت الأرض فرقا من غضبة المجاهدين,وسمعها المعتصم نقلا عبر مئات الكيلومترات,فقصرت المسافات وانتفض وخرج وأعاد الأمور إلى نصابها ورد الصفعة صفعات وصفعات,وسطر أبو تمام صفحة ً كُتبت وطٌبعت ونُقلت في ملايين الصفحات.
 أقول قولي هذا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلنا وباسمه كبرنا فعبرنا ودسنا فوق رقاب صهيون العنيدة الذليلة. ولو لي بعض عشر معشار ما أوتيه أبا تمام لغنيت أكتوبر شعرا ونثرا  ودموع فرح ,وعاش من قيل له عاش ورحم الله السادات وسعد الدين الشاذلي والجمسي وأحمد إسماعيل وعبد المنعم رياض,ومحمد أفندي رفعنا العلم ,ولي أخ مجند اسمه محمد /قام في الصباح يحمل السلاح/قال إني ذاهب  يا أخي أحارب/ وقمْ وقفْ انتباها وخشوعا  وأنت تقرأ أسماء مجاهدين استخرجوا نصوص الجهاد وأبوابه من كتب الفقه والتاريخ إلى الرمال والقنال والسماء و أعادوا الأحاديث والنصوص والبشارات والأحكام  واقعا حيا  كنا قد نسيناه.
وبسم الله الله أكبر باسم الله باسم الله, أبعث برسالة إلى أسيادي العابرين ممن قضوا وأسيادي العابرين ممن بقوا على قيد الحياة,شكرا لكم ألف شكر,على ما نحن فيه من عزة وكرامة وذكرى شهامة,يا من أمسكتم بالبنادق والمدافع  وما رميتم إذ رميتم ولكن الله رمى,فأعمى وأصم وشل وأقعد كلابا لا عهد لهم ولا ذمة,ظنوا بارليف وحصونهم مانعتهم من الله ,فآتاهم الله بكم من حيث لم يحتسبوا.فيا سعدكم ويا حسن جدكم ,ويا طيب ذكراكم ..مٌدوا أياديكم. فشفتاي تنتظران بخشوع وأدب وقزامة تقبيل يد كل صاحب فضل.


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.