أكد المحلل والكاتب السعودي جمال خاشقجي أن إسقاط الكونغرس الأميركي لــ «فيتو» الرئيس باراك أوباما على قانون «رعاة الإرهاب» سيؤدي إلى إرباك العلاقات السعودية ــ الأميركية بشكل هائل.
وفي تصريح لصحيفة القبس، أكد خاشقجي ان «السعودية لا تريد ان تصعّد، وكانت تتمنى وترغب في ان تصل الى توافق مع الادارة الاميركية.. ولكن في حال وصلت الامور الى السوء وقتها ما على المضطر الا ان يكافح، فعندما تصبح المملكة معرّضة لاتهامات ومحاكمات في محاكم اميركية فهذا بالتأكيد سيجعلها تعيد التفكير في اتخاذ اجراءات لحماية مصالحها، بما فيه التعاون الامني والسياسي».
واوضح ان «الحكومة السعودية ستستمع الى الخبراء في البحث عن سبل لمعالجة هذه الازمة او معالجة ما سينتج عنها من تداعيات اخطر في المستقبل». وأكد المحلل السعودي ان «المعركة لم تنته وستستمر المملكة في معارضة هذا القانون مع حلفائها، لان هذا القانون لا يخص السعودية فقط، بل يخص العالم كله؛ فالمواطن الاميركي يستطيع ان يرفع قضية ضد اي بلد اجنبي».
وتابع: «تسألني عن التوتر في العلاقات السعودية ــ الاميركية، الصورة قبيحة، وقد تكون اقبح في المستقبل عندما تضطر السعودية مثلا الى ان تدافع عن اموالها في الولايات المتحدة، بعدما يصدر اي قاض في اي محكمة في نيويورك مثلا حكما أولاً بإدانة السعودية، ثم يأتي حكم آخر بتجميد حسابات، وندخل في نزاعات قضائية، وهذا بالتأكيد، وإن لن يدمر العلاقات الثنائية فإنه سيؤثر فيها تأثيرا سلبياً للغاية».
تحوّلات الزمان
وقال خاشقجي متهكما «بينما الاميركيون يرسلون ملايين الدولارات في صناديق الخشب الى ايران، ينوون مقاضاة السعودية على ملايين اخرى، مساءلة متعارضة، وتدل على تحولات الزمان بشكل مزعج».
ورأى الكاتب السعودي أن «إقرار قانون جاستا ومروره ونجاحه باكتساح هائل في الكونغرس فيه عدم نجاح للدبلوماسية السعودية العامة.
فخلال السنوات الماضية تعرضت المملكة لهجمة شرسة جدا، وهذه الهجمة هي التي مكّنت من تمرير هذا القانون، والأسهل دوما ان تقول ان هناك مؤامرة، وننقل الاخفاق الى خارج دائرتنا واعتبر هذا خطأ. والصحيح ان ننظر ونتأمل لماذا بلد كالسعودية محب للسلام وعضو في الأمم المتحدة منذ تأسيسها، وأكثر دولة في العالم بالنسبة لدخلها في تقديم المساعدات الإنسانية والعمل الانمائي، تتعرّض لهجمة كهذه في الوقت الذي أكدت التحقيقات مرارا وتكرارا أن لا علاقة للمملكة اطلاقا بأحداث 11 سبتمبر؛ فهذا الجانب يجب ان ننشغل به نحن ــ السعوديين ــ بالدرجة الأولى».
وأضاف: «المزعج هو هذا الاصرار الاميركي، والمزعج ايضا ان التصويت ليس على الحافة، وانما التصويت بغالبية قصوى في الكونغرس. وهذا مزعج جدا. خاصة ان اعضاء الكونغرس الذين من المفترض انهم يعرفون السعودية، ويدركون حجم التعامل السعودي ـــ الاميركي صوتوا بهذه الطريقة. وهذا لا شك في انه مدعاة للقلق، ويجب ان ندرك ان المملكة بالفعل تتعرّض لهجمة شرسة من عدة قوى».
هذا مو ارباك هذا أسمة اللعب علي المكشوف