انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إقرار الكونجرس الأمريكي لقانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” أو المعروف اختصار بـ”جاستا” والذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول، بمقاضاة دول ينتمي إليها مهاجمون، معتبرا تلك الخطوة “أمرا مؤسفا” وأنه يخالف بشكل علني مبدأ “شخصية العقوبة” في القانون الذي يلقى اعتمادا عالميا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، اليوم السبت، في مقر البرلمان التركي في العاصمة أنقرة، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية للعام الحالي.
وأضاف أردوغان “ننتظر (من الولايات المتحدة) العدول بأسرع وقت ممكن عن هذه الخطوة الخاطئة، التي من شأنها إثارة جدل خطير حول الحقوق السيادية للدول”.
وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقات الوثيقة لبلاده مع الولايات المتحدة على المستوى الإقليمي والدولي، ستعود بأسرع وقت إلى مستوى يتناسب مع روح العلاقات بينهما.
وأبطل الكونغرس، الأربعاء الماضي، حق النقض “الفيتو”، الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما، ضد مشروع قانون يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول بمقاضاة دول ينتمي إليها مهاجمون.
وتعرف مسودة القانون بـ”العدالة ضد رعاة الإرهاب”، أو ما بات يعرف في الأوساط الأمريكية بقانون “11 سبتمبر”، أو قانون “جاستا”، وسبق أن صوّت مجلس النواب لصالحها في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، قبل أن يستخدم أوباما “الفيتو” ضدها.
وفي 11 سبتمبر/ أيلول 2001، نفذ 19 من عناصر تنظيم “القاعدة” باستخدام طائرات ركاب مدنية، هجوماً ضد أهداف حيوية داخل الولايات المتحدة، أبرزها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك؛ ما أدى لمقتل آلاف الأشخاص، وكان 15 من منفذي هذه الهجمات سعوديون.
وترفض السعودية تحميلها مسؤولية اشتراك عدد من مواطنيها في هجمات 11 سبتمبر، وسبق أن هددت بسحب احتياطات مالية واستثمارات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة في حال إقرار مشروع القانون.
من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى وجود اتصالات مكثفة مع إيران، لتجاوز اختلاف وجهات النظر بين البلدين حول عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها العراق وسوريا، لافتا إلى إمكانية تنفيذ مشاريع تعاون ثقافية وبنى تحتية وفي مجالي الطاقة والمواصلات معها، مضيفا “سنواصل تطوير علاقاتنا مع إيران أيضا، وفق نهج يقدم النقاط المشتركة بيننا”.
على صعيد مختلف، أوضح أردوغان أن بلاده تولي أهمية لجميع الصعوبات التي تشهدها، إلا أنها مضطرة إلى إيلاء أهمية إضافية للاقتصاد.
وفي هذا الصدد، أشار أنه “من لم يتمكن من قطع الطريق أمام تركيا من خلال منظمات الإرهابية والانقلابات العسكرية والألاعيب الدبلوماسية الرخيصة، لجأوا إلى ورقة الاقتصاد في كل فرصة تسنح لهم”.
وأوضح أن “من لم يتمكن من اعتراض طريق تركيا، أدخلوا مؤسسات التصنيف الإئتماني على الخط هذه المرة”، مؤكدا أنه “لا يمكن لأحد لا في الداخل والخارج أن يأخذ على محمل الجد مؤسسات تصنيف تغير قرارها كل يومين”.
تجدر الإشارة أنَّ وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني أعادت تصنيف تركيا، أمس الجمعة، على المدى البعيد من “Baa3″، الذي يعني إمكانية الاستثمار بها، إلى “Ba1 ” مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وأكد أردوغان أن اقتصاد بلاده حقق نموا على مدار 14 عاما دون انقطاع، باستثناء عام 2009 بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، ومن جهة أخرى قاوم الحملات الاقتصادية التي استهدفته.
أضف تعليق