ترتبط أعضاء الجسم ببعضها بعضاً وتتأثر تأثرًا كبيرًا بصحة كل منها، ومنها الجهاز الهضمي الذي يُعتبر من أهم الأعضاء في الجسم. فهو المسؤول عن الهضم ومرور الغذاء بين الأعضاء، وأي اضطراب فيه قد يؤثر ويتأثر بأجزاء أخرى في الجسم. كالتأثير على الصحة النفسية التي بدورها أيضا تلعب دوراً مهماً في التأثير على عمل الجهاز الهضمي.
تقول اختصاصية التغذية بيان أحمد إنّ “خمسين في المائة من الذين يُعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي أيضا يُعانون من اضطرابات نفسية، كالقلق والتوتر والاكتئاب والوسواس”.
وتُضيف بيان في حديث إلى “العربي الجديد” أن من أبرز “عوارض اضطرابات الجهاز الهضمي من جراء الحالات النفسية شعور المريض بآلام في البطن أو انتفاخ وإسهال وتقيؤ وحموضة”.
وتشرح أنه “قد تُسبب اضطرابات الجهاز الهضمي حالات نفسية مزعجة، ويُمكن حدوث العكس. وذلك لأننا نُصاب باضطراب في إفراز هرمون الأدرينالين ونورأدرينالين والكورتيزول. كما أن العصب الذي يُغذي الجهاز الهضمي مرتبط بطريقة مباشرة بمركز الانفعالات في الدماغ”.
وتكمل أنه أيضا “يُصاب صاحب هذه الحالة بارتخاء في الفتحة العلوية للمعدة diaphragme، التي مهمتها أن تمنع ارتجاع الطعام في المريء، فتزيد احتمالات التقيؤ والحموضة وتقلصات المعدة كالإسهال، كذلك حالات آلام البطن”.
وتوضح اختصاصية التغذية أن “معظم الحالات المصابة بالقرحة والتهابات القولون والمعدة والارتداد المريئي، تعود أسبابها الأولية الى اضطرابات نفسية كالاكتئاب والإجهاد”.
كما نُلاحظ لدى أغلب الحالات عند تناول أطعمة معينة تسبب التقيؤ والإسهال وآلام في البطن، ينتج عنها قلق أو وسواس من هذه الأطعمة، خصوصا في حال تكرار الأعراض. وأحيانا تكون هذه الأعراض نفسية فقط، وأكثر الأشخاص الذّين يشعرون بهذا القلق هم الأطفال الذّين لا يُعاودون تناول هذه المأكولات.
كما أنّ اضطرابات الجهاز الهضمي تؤثر على مزاج الأشخاص، خصوصاً الذّين لا يتناولون الوجبات الجاهزة، وهي قد تتحول إلى وسواس، فنرى المصابين يهربون منها كي لا يُصابوا باضطرابات: “كما أنها قد تؤثر في انفعالاتهم، خصوصا للذين يُعانون من الغثيان معظم الوقت. وأي صنف من الأطعمة قد يؤثر في الجهاز الهضمي، خصوصاً أنه لا يُمكن البقاء طوال اليوم بلا غذاء. فهو بمثابة وقود الجسم لا يُمكن الاستغناء عنه”.
تفادوا هذه الأطعمة على أمعاء فارغة
قللوا من المأكولات التي تحتوي على السُكر، على معدة فارغة، إذ يصبح الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من الإنسولين للحفاظ على مستوى السكر بالدم. وكذلك البندورة، رغم أنها أحد أهم المكونات الصحية، إلا أن تناولها على معدة فارغة يسبب مشاكل صحية خطرة، فالأحماض الأمينية الموجودة بها تتفاعل مع الأحماض المعوية.
ويتسبب تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة حموضة المعدة، لأنها تحفز المعدة على إفراز كميات كبيرة من الأحماض.
أضف تعليق