علينا أن نحترس من تنامي النفوذ غير المبرر للمجمع الصناعي، وعلينا ألا نسمح يوماً لهذه التركيبة بإلحاق الخطر بالحريات التي نتمتع بها، وبالأساليب الديمقراطية التي نتبع نهجها، ” دوايت أيزنهاور” إن هذه العبارات لم يكن باستطاعة أيزنهاور أن ينطق بها قبل توليه منصب الرئيس؛ لعلمه بالهجمة الإعلامية التي سوف تنال من سمعته عن طريق وسائل الإعلام الموجهة من رجال المصالح و الأعمال، وتحول دون وصوله إلى البيت الأبيض، وفي الواقع يمكنني أن أعتبر تصريح أيزنهاور قاعدة عامة لا تقتصر على أمريكا فقط..! بل لكل بلد حريص على نظامه الديمقراطي بأن لا يتركه لقمة سائغة لرجال الأعمال يعبثون به.
ونستطيع أن نجمع أمثله على انتماء رجال الأعمال لشركاتهم و مصالحهم دون أي اعتبار أو قيمة تذكر للأمور الأخلاقية أو ما تسمى وطنية بحساباتنا نحن.! فبعد سقوط صدام وبدء الحديث عن إسقاط ديون العراق المستحقة للكويت، استقبل التجار هذا الخبر بحفاوة و سوقوا له عن طريق أبواقهم وبعض مناديبهم في مجلس الأمة بأن عراق ما بعد صدام عراق شقيق ويجب مد يد العون له ويجب إسقاط ديونه مقابل السماح للشركات الكويتية بالاستثمار في العراق الشقيق الجديد دون أي اعتبار للمصلحة العامة.
ومن الجدير بالذكر أن شركة (( زين )) عالمٌ جميل جداً، كانت من أول الفاتحين المستثمرين في عراق ما بعد صدام، قبل أن نسترجع رفات شهدائنا و معرفة مصير أسرانا و قبل تصفية القضايا التي لا تزال عالقة بيننا، تماماً كما كانت نظيرتها الأمريكية (( جنرال موتورز )) فهي كانت تنتج 50% من محركات طائرات ” يونكر 88 ” في عهد هتلر التي كانت تقاتل الجيش الأمريكي وفي نفس الوقت كانت في الولايات المتحدة تجهز الجيش بما يلزم من معدات لمواصلة القتال، يعني كما قال الشاعر الشعبي ” تدعي بالنصر للظالم والمظلوم “.
ولا أستبعد أن يكون للشركات الكويتية العاملة خارج الكويت أن تكون عامل ضغط على الحكومة في أي قضية مصيرية، مثل ميناء مبارك؛ لأنها تستثمر في البلد طرف النزاع، وكل ذلك عن طريق مجاميع الضغط العاملة خلف الكواليس.! كما تفعل الشركات الأمريكية في العراق و تأثيرها السياسي الواضح في أي قرار تتخذه الإدارة الأمريكية في شأن العراق.
عزيزي القارئ نحمد الله الذي جعل الحصول على زوجة عن طريق الشرع و جعله إيجاباً وقبولاً بين الطرفين مباشرة لمن يرضون دينه وخلقه، و ليس عن طريق “لجنة المناقصات! لأن راح نتحول إلى قوم لوط؛ بسبب الطغمة السارقة في غرفة التجارة.!!
Twitter : @baderFarhaN1 بدر فرحان
أضف تعليق