عربي وعالمي

“البيت الأبيض” يرفض اغتيال الأسد: ليس شرعيا ولا قانونيا

 قال الإعلامي السوري المعروف توفيق الحلاق، إن اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد هذه الفترة لا يخدم الخطط والاستراتيجية الأميركية.

ولفت إلى خطة تقسيم منطقة الشرق الأوسط وتشظيتها إلى دويلات طائفية متناحرة “يلجأ كل منها بسبب ضعفها إلى إسرائيل لحمايتها. تلك الخطة التي بدأ تنفيذها مع الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، الذي سوّق لها بمعدل مرة كل يوم طوال عام 1990. وكذلك فعلت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، وروبرت فيسك والكثير من عتاة الصحافيين الأميركيين في منابر كبريات الصحف الأميركية، مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست” .

وأضاف من هذا المنطلق “يمكننا فهم سكوت الإدارة الأميركية، وعلى رأسها الرئيس الحالي باراك أوباما، على المجازر التي قادها بشار الأسد وحلفاؤه في المنطقة، ومن ثم بالتعاون مع روسيا بوتين”.

واعتبر الحلاق أن اغتيال الأسد في هذه الفترة لا يخدم تلك الخطة، بل ربما يغير من مسارها بطريقة غير مضمونة النتائج.

وردا على سؤال حول هذا التسريب بالتزامن مع الفشل الأميركي في وقف الجرائم في حلب رأى “أن التسريب لم يكن مقصودًا، وإنما هو اختراق صحافي مهم، اشتهرت به فورين بوليسي”.

وذكرت “فورين بوليسي” أن موظفًا في البيت الأبيض طرح فكرة للحل في سوريا تتمثل في اغتيال الأسد، لكن الولايات المتحدة ترفض الاغتيالات السياسية.

ولفتت المجلة إلى أن الصقور في مجلس الشيوخ طالما حثوا البيت الأبيض على النظر في خيارات أكثر قسوة وجدية بشأن الأزمة التي تعصف بسوريا، مثل توجيه ضربات بصواريخ كروز وإقامة منطقة عازلة وفرض ممرات إنسانية.

وتحدثت المجلة عن أن المجتمعين من الموظفين في الكونغرس فوجئوا بأحد الموظفين التابعين للنائب الجمهوري دوج لامبورن يطرح فكرة بقوله “ماذا عن اغتيال الأسد؟”.

أضافت أن المنسق السابق للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط فيليب غوردون، الذي تلقى السؤال، سرعان ما رفض الفكرة، واعتبرها غير قانونية وغير فاعلة، وقال إن الروس والإيرانيين لا تزال لديهم مصالح في سوريا.

نسبت فورين بوليسي هذه الحادثة إلى عدد من موظفي البيت الأبيض ممن حضروا الاجتماع، لكن لم يتم الكشف عن اسم الموظف الذي طرح فكرة الاغتيال.

وأشارت إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس السابق جيرالد فورد عام 1976 بحظر الاغتيالات السياسية، وذلك في أعقاب الكشف عن أن وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.أي) حاولت اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو في أكثر من مناسبة. وأضافت أن كل الرؤساء الأميركيين اللاحقين أيّدوا هذه الحظر.

كما اتصلت بأحد مساعدي لامبورن بشأن قصة فكرة اغتيال الأسد، وأنه تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، وقال إن أي نقاش حدث في الاجتماع لا يعبّر عن رأي النائب.

وأضافت أنه من غير المحتمل بشكل كبير أن يوافق الرئيس المقبل على سياسة جديدة لاغتيال الأسد، ولكن مؤسسة العلاقات الخارجية تظل تبحث عن حلول عسكرية أقوى لوقف الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات.

في سياق متصل، وحول ما يجري في حلب، قال توفيق الحلاق “إن حلب تمثل للنظام منعطفا بالغ الأهمية في محاولاته المستميتة لإعادة سيطرته على سوريا وبأي ثمن”.

وبالنسبة إلى روسيا أشار الى أنها تريد من إسقاط حلب “ترسيخ وجودها وهيمنتها على أهم معقل للمعارضة المسلحة من الناحية الجغرافية والبشرية واللوجستية، وهي تتصور أن تحقيق انتصار كاسح في حلب سيمهد لها وللنظام التوجه إلى ادلب وريفها والقضاء على معاقل المعارضة هناك، كما إنهما روسيا والنظام والقوى المساندة الإيرانية والعصابات الطائفية سيعيدون انتشار قواتهم في مناطق الغوطة الشرقية حول دمشق ومواجهة قوات المعارضة لقوة أكبر”.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.