وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من القاهرة ان البعض يرغب في أن تفرز الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل مجلسا يتسم بمهادنة الحكومة كالمجلس السابق.
ورأى أن حل المجلس السابق في هذه المرحلة هدفه ألا يقوم المجلس في دورته الأخيرة بتمرير الإجراءات التقشفية والأعباء التي تفرضها وثيقة الاصلاح الاقتصادي، موضحا:«لا يريدون تمرير هذه الإجراءات في الدورة الأخيرة من عمر المجلس حتى لا يفقد النواب مناصريهم في دوائرهم،بل يريدونها في بداية عمل مجلس أمة جديد حتى يكون أمام النواب فرصة أربع سنوات كاملة يستطيعون فيها التخفيف من أثر الإجراءات عبر تعويض مناصريهم وتقديم خدمات لهم».
وأقر الطبطبائي بأن أغلب خطابات رموز المعارضة لا تتضمن في هذه المرحلة برامج وخططا واضحة، وانما تركز على تبرير قراراتهم بالعدول عن قرار مقاطعة الانتخابات التشريعية الماضية احتجاجا على مرسوم الصوت الواحد ومسارعتهم بتسجيل أسمائهم لخوض الانتخابات المقبلة رغم أنها ستتم بذات النظام الانتخابي.
إلا أنه أرجع ذلك لعنصر المباغتة في اتخاذ قرار الحل وفتح باب الترشح، متوقعا أن «يبدأ مرشحو المعارضة في عرض رؤيتهم وبرامجهم في الأسابيع القادمة» وأن «تتركز على تشريعات مكافحة الفساد وإقصاء أي قانون يقيد الحريات العامة للمواطنين»، وأقر المعارض البارز بأن حظوظ رموز المعارضة لم تعد قوية كما كانت في الماضي، وقال:«نعم، أعلن البعض ترشحهم وسارعوا إلى تقديم أوراقهم فور فتح باب الترشح، ولكن هذا لا يعني أننا كنا جاهزين أو مستعدين للأمر، هناك ارتباك شديد بالمشهد، والتطورات تحدث على عجل، ربما كان هذا مقصودا حتى لا يكون للمعارضة وجود بالمجلس القادم، فضلا عن أن بقاء نظام الصوت الواحد سيجعل فرص فوزنا غير قوية».
وأضاف:«ترشح عدد من رموز المعارضة المقاطعة، ولكني لا أتوقع سوى فوز نصفهم فقط، أي ما يعني سبعة الى ثمانية نواب، وهو ما يعني أيضا أن المعارضة لن تكون الا مجرد أقلية عاجزة عن تحقيق أي انجاز ملموس، ولكن ليس أمامنا طريق سوى الاستمرار».
ولم يبد الطبطبائي غضبا مما يتردد بأن المعارضة أدركت أنها خسرت نتيجة مقاطعتها للانتخابات الماضية، مشددا على أنه رغم أن جزءا مما يتم تداوله يحمل جانبا من الحقيقة الا أن الهدف الرئيسي للعودة هو «وقف الانحدار» في المشهد السياسي.
وأضاف:«السبب الرئيسي لعودتنا هو ضغط الشارع من أجل عودتنا لثقته برموز المعارضة وقدرتها على وقف الانحدار في المشهدين السياسي والعام، والدليل على ذلك أن كثيرا من رموز المعارضة ذات الشعبية الكبيرة لا يزالون يرفضون نظام الصوت الواحد وقرروا استمرار المقاطعة مثل رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون والنائب فيصل المسلم».
وأكد عزم المعارضة على مواصلة جهودها وضغطها من أجل تعديل نظام الصوت الواحد ولكن هذه المرة تحت قبة البرلمان بعدما «فشل ضغطها من خارجه خلال سنوات المقاطعة».
وقال: «قاطعنا انتخابات 2013 لتسجيل موقف والضغط من خارج البرلمان، لكن للأسف هذا الضغط الخارجي لم يسفر عن أي تغير في الإرادة السياسية، واستمر هذا النظام الانتخابي، فضلا عن اتخاذ الحكومة للكثير من الإجراءات التي جعلت عمل المعارضة خارج البرلمان محدودا».
وتوقع الطبطبائي ألا تكون ظاهرة شراء الأصوات عاملا مؤثرا في الانتخابات القادمة، ولكنه توقع أن تتأثر انتخابات هذا العام بدرجة كبيرة بما يدور من صراعات ذات ملامح طائفية بدول الجوار.
وقال: «دائما الانتخابات تتأثر بما يحدث بالمنطقة».
ونفى الطبطبائي صحة ما يقوله معارضوه بأنه يهاجم بصورة مستمرة المكون الشيعي بالمجتمع الكويتي، وقال: «هذا غير صحيح، فأنا أهاجم إيران كدولة لأنها منبع العدوان بالمنطقة وتشكل خطرا على الكويت: أهاجم تلك الدولة، ولكني لست ضد المواطنين الشيعة، فهم لهم كامل الحقوق».
ووصف النفوذ الإيراني بأنه أكبر خطر يهدد المنطقة والأمتين العربية والاسلامية، وقال ان «ما يعرف بتنظيم داعش، هو مجرد ذيل من أذيال هذا النفوذ وصنيعة له وللنظام السوري».
وأضاف:«المشكلة في رأس الأفعى، أي إيران التي سلحت قيادات داعش واستخدمتهم كفزاعة لصالح مشروعها الهادف لتهجير السنة، حيث يقتحم عناصر داعش المدن ويستولون عليها ثم تحشد إيران فرقا عسكرية تابعة لها تهدم المناطق السنية على رؤوس أهلها بذريعة مقاومة داعش وتحرير الأرض، ثم ينتقل داعش من منطقة لأخرى ويشرد أهل السنة وتقوم إيران بعمل ما تريد من تغيرات ديموغرافية في مناطقهم».
واستطرد:«نعم تنظيم داعش ظاهره من أهل السنة ولكنه يخدم المشروع الإيراني، وفي الحقيقة، هو تنظيم ضرب المقاومة الحقيقية لأهل السنة بتصفية علمائها وسياسييها ومقاوميها، لقد كان هناك حراك سني بالعراق قبل داعش الا أن الأخير قضى عليه تماما».
وجدد الطبطبائي دعوته للأمة العربية لدعم وتمويل الجيوش التي تحارب إيران بالمنطقة، وقال ان «مشروع إيران الحالي هو العمل على غزو واحتلال الدول العربية واحدة تلو الأخرى، والكويت في مقدمتها، ولكن ليس بنسق الغزو العسكري كالغزو العراقي عام 1990، بل عبر التغلغل والسيطرة على مقدرات الدول دون الاخلال بالشكل الدستوري لها، وبهذا استطاعت اليوم التحكم فعليا في قرار أكثر من أربع دول بالمنطقة حتى الآن».
وسخر من اتهامه بالعمل لصالح المخابرات السعودية، وقال:«أنا لا أدافع عن السعودية لمجرد اعلان مواقف، أنا أدافع عن نفسي أولا، فالالتحام بالسعودية وتوثيق العلاقة معها أكبر سلاح لمواجهة إيران، ونحن نحتاج إلى دعم التقارب أكثر وأكثر مع منظومة الخليج العربي لاسيما مع المملكة والبحرين وقطر».
ونفى تورط أي جهات في الكويت وقطر بتمويل تنظيمات وفصائل عسكرية متطرفة في سورية عبر بوابة التبرعات الانسانية، وقال: «التبرعات والمساهمات الانسانية تراقب ويضيق عليها، ولم يرسل أي منا سلاحا للتنظيمات المتطرفة والكل يعلم أننا ضد داعش وضد جبهة النصرة، ولكن هناك تبرعات كويتية للجيش الحر الذي يحارب داعش ونظام (الرئيس) بشار الأسد، وأنا شخصيا التقطت صورا مع قياداته بدافع التضامن المعنوي والسياسي وليس العسكري كما ردد البعض».
أضف تعليق