عربي وعالمي

في تسجيل صوتي.. البغدادي يستنهض انتحارييه ويعد بأنهار دم

يبدو أن التقدم الملحوظ الذي حققته القوات العراقية، مدعومة بطيران التحالف الدولي في معركتها لاستعادة الموصل، التي أطلقت في 17 أكتوبر، بدأ يترك آثاره على تنظيم داعش، الذي “خنق الموصل” على مدى أكثر من سنتين.

ففي تسجيل صوتي حديث، امتد لنصف ساعة، وبث على الإنترنت ليل الأربعاء الخميس، ظهر “خليفة داعش” أبوبكر البغدادي بمظهر الذي يشد “عزيمة” مقاتليه، مستنهضاً الانتحاريين، وداعياً من سمّاهم “قوافل الاستشهاديين” إلى تحويل الدماء أنهارا.

ودعا زعيم داعش مقاتلي التنظيم إلى عدم الانسحاب من الموصل، بل القتال حتى آخر رمق. وقال: “إياكم والضعف عن جهاد عدوكم ودفعه”. وأضاف أن “ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم”.

وفي محاولة لرفع المعنويات عبر البغدادي عن ثقته بالنصر في أول رسالة له بعد إطلاق معركة الموصل. وقال “إن هذه المعركة المستعرة والحرب الشاملة اليوم ما تزيدنا إن شاء الله إلا إيمانا ثابتا ويقينا راسخا بأن ذلك كله ما هو إلا تقدمة للنصر”،
ودعا البغدادي وهو عراقي واسمه الحقيقي إبراهيم السامرائي أهل الموصل إلى القتال وعدم الاستسلام، داعياً الانتحاريين إلى “تحويل ليل الكافرين نهاراً.. خربوا ديارهم.. واجعلوا دماءهم أنهارا”، بحسب تعبيره.

إلى ذلك، دعا البغدادي إلى غزو تركيا، معلناً الحرب ضدها، كما هاجم السعودية. وطلب من أنصاره أن يطلقوا “نار غضبهم” على القوات التركية التي تقاتلهم في سوريا ونقل المعركة إلى تركيا، مشيراً إلى أن تركيا دخلت اليوم في دائرة الحرب. ودعا مقاتليه إلى غزوها، و”جعل أمنها فزعاً”، بحسب تعبيره، في إشارة إلى تنفيذ عمليات إرهابية هناك.

وفي محاولة جديدة لشد عزم مقاتليه، قال إن “الخلافة ما تعثرت” بمقتل بعض كبار القادة وخص بالذكر أبو محمد العدناني وأبو محمد الفرقان اللذين قتلا في وقت سابق هذا العام في ضربات جوية أميركية.

ولعل هذا التسجيل وما تضمنه يؤكد أن التنظيم يشن حربه الأشرس، وهي حرب مصيرية بالنسبة له دفاعاً عن معقله الأقوى، وقد بدا خطاب البغدادي “تحفيزاً” لأنصاره، مشجعاً إياهم على البقاء وعدم مغادرة الموصل.

وفي تأكيد على أهمية تلك المعركة للتنظيم، قال فؤاد حسين، رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود بارزاني، في مقابلة الأربعاء مع صحيفة الإندبندنت، “إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة تفيد أن “البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار كل التنظيم”.

كما كشف حسين أن قوات البيشمركة الكردية اكتشفت عدداً هائلاً من الأنفاق التي حفرها داعش من أجل توفير أماكن للاختباء في القرى المحيطة بالموصل. وأعرب عن خشيته من قيام التنظيم بتفجير الجسور الرابطة بين ضفتي المدينة، التي يشطرها نهر دجلة إلى شطرين، حيث توجد خمسة جسور في المدينة.

يذكر أن آخر رسالة صوتية للبغدادي كانت في ديسمبر 2015، حيث طمأن فيها أتباع التنظيم وأنصاره بأن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا والتحالف الذي تقوده أميركا فشلت في إضعاف التنظيم في سوريا.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.