مع الإعلان رسميا عن اجراء انتخابات مجلس الأمة الكويتي في 26 نوفمبر الجاري بدأت ملامح الحراك الانتخابي بالظهور سواء على صعيد اطلاق المرشحين لحملاتهم وبرامجهم الانتخابية او مواقف الناخبين من تلك البرامج.
وتجلت صورة هذا الحراك في بدء الناخبين بالتعاطي مع أهم القضايا المحلية التي تمس مختلف فئات الشعب الكويتي استعدادا لمؤازرة ودعم من يرونه الأفضل لتمثيلهم بالبرلمان والدفاع عن جميع حقوقهم ومكتسباتهم.
ومع كل انتخابات برلمانية تجرى في الكويت تتفاوت آراء الناخبين والناخبات في الدوائر الخمس من ناحية أولويات اهتماماتهم بالقضايا التي تشغل الشارع الكويتي.
وعلى الرغم من هذا التفاوت في الاراء فان قضايا الإسكان والتعليم والصحة والبطالة حافظت على صدارة سلم أولويات واهتمامات بعض الناخبين باعتبارها قضايا ترتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بحاضرهم ومستقبل أبنائهم.
وفي لقاءات متفرقة اجرتها (كونا) مع عدد من الناخبين في مختلف الدوائر الانتخابية تبين ان هناك تفاوتا في الأراء حول أهم القضايا التي تشغل بال المواطنين ويرغبون في إيجاد الحلول المناسبة لها في المجلس المقبل.
وقال ناصر عبدالعزيز الذي يعمل مهندسا في وزارة الكهرباء والماء ان القضايا التقليدية لا تزال في مقدمة اهتمامات الشعب الذي يتطلع الى ان يكون أعضاء البرلمان القادم على قدر عال من المسؤولية لوضع الحلول الناجعة لها ومعالجتها بشكل جذري.
ورأى ان قضية تطوير التعليم بالكويت تأتي في مقدمة اولوياته باعتبارها مقياسا حقيقيا لمدى تطور المجتمعات المدنية في شتى المجالات.
وقال ” اذا كان هناك طموح في التقدم فهو يعتمد بشكل رئيسي على التعليم” مشددا على ضرورة الاهتمام به في مراحله الاولى لضمان مستقبل تعليمي مشرق في البلاد.
من جهته دعا أحمد الحرز الذي يعمل مهندسا في مؤسسة البترول الكويتية المرشحين لايلاء قضية الصحة الاهتمام اللازم في حال تمكنوا من الحصول على مقعد في البرلمان.
واعتبر مسألة تطوير الخدمات الصحية “امرا ضروريا” يهم المواطنين الكويتيين والمقيمين في البلاد على حد سواء ولا يتعلق بشريحة دون اخرى.
واكد ان الاهتمام بتطوير الصحة من ناحية استقدام احدث الاجهزة الطبية والكفاءات الأجنبية المتخصصة سيعود بالنفع على الجميع كما سيقلل من انفاق الدولة على موضوع العلاج في الخارج.
اما المواطن بدر المشعان فقد جاءت القضية الاسكانية في مقدمة اهتماماته مؤكدا انها اصبحت هاجسا لدى كل مواطن يتطلع الى الاستقرار العائلي.
واعرب عن الأمل في ان يختار ابناء الشعب الكويتي نوابا قادرين على حمل الإمانة التي كلفوا بها وتأدية دور فاعل في معالجة مختلف القضايا المهمة.
ولم تغب قضية البطالة عن اهتمامات عدد من الناخبين اذ طالب المواطن عمر السعيدي البرلمان القادم بالتصدي لهذه القضية التي تقف عائقا امام طموح الشباب.
وقال ” ان البطالة من الأسباب الرئيسية في انحراف بعض الشباب واللجوء الى تعاطي المخدرات او ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون”.
وشدد السعيدي على ضرورة ان تكون مسألة توظيف الشباب واستثمار أوقات فراغهم على النحو الأمثل في مقدمة أولويات البرلمان القادم من اجل تجنب سلبياتها الاجتماعية والأمنية على الفرد والمجتمع.
ووفق استطلاع أعدته الامانة العامة لمجلس الأمة الذي حل اخيرا بمرسوم أميري جاءت القضية الإسكانية في مقدمة اهتمامات المواطن بنسبة 21 في المئة تلاها تطوير الخدمات الصحية بنسبة 17 في المئة ثم تطوير التعليم بنسبة 13 في المئة فيما احتلت قضية قروض المواطنين المرتبة الرابعة ثم جاءت على التوالي قضايا المرأة والتنمية وزيادة الرواتب والإصلاح الإداري ومكافحة الفساد وقضية الازدحام المروري.
وشمل الاستطلاع الذي راعت فيه الأمانة العامة مختلف الشرائح والاعمار والدوائر الانتخابية والمستوى التعليمي عشرة الاف و551 مواطنا ومواطنة من اجمالي 439 الفا و715 ناخبا وناخبة اي بنسبة 4ر2 في المئة من عدد الناخبين.
أضف تعليق