يؤدي رسامو الكاريكاتير دورا مهما في تعزيز الوعي السياسي للناخبين الكويتيين مع اقتراب اجراء انتخابات برلمانية في 26 نوفمبر الجاري من خلال رسوم فنية بسيطة قد تحمل اثرا “إيجابيا” في تغيير قناعات شريحة واسعة من المجتمع.
وتعد الصورة الكاريكاتيرية رسالة من رسام الكاريكاتير الى المتلقي في سياق مشترك قائم على واقع الحياة المعيشية وقادر إبراز القضايا المجتمعية وتناولها في قالب فكاهي ساخر يفوق احيانا المقالات والتقارير الصحفية.
واجرت وكالة الانباء الكويتية (كونا) لقاءات متفرقة مع عدد من رسامي الكاريكاتير في الكويت لتسليط الضوء على دور هذا الفن النقدي في نقل تجربة الانتخابات البرلمانية الكويتية.
واكد هؤلاء ان الكاريكاتير فن نقدي ساخر تشكل خطوطه الهزلية المفعمة بالحيوية رأيا لاذعا يتسلل الى عقل المتلقي ويؤثر في قناعاته وآرائه سواء بالسلب او الايجاب وهو ما يميزه عن غيره من الفنون.
وقالوا ان فن الكاريكاتير يعد من اقوى الفنون التي تخاطب المتلقي “صوريا” والقادرة على ملامسة مشاعره وافكاره بشكل سلس ومرن من غير تكلف مؤكدين ان (الكاريكاتير) ثورة فنية ثقافية تخدم المجتمع وترتقي به.
وفي هذا الإطارقال رسام الكاريكاتير الكويتي محمد الثلاب ان الكاريكاتير يؤثر بشكل كبير في العملية الانتخابية لكونه يتطرق لموضوعات مهمة وحساسة.
وأضاف ان انتخابات مجلس الامة الكويتي تعد مادة دسمة لأي رسام كاريكاتير كما تمثل فرصة “جيدة” يعبر من خلالها عن همومه وآرائه في رسوم واضحة غير معقدة.
وأكد الثلاب ان فن (الكاريكاتير) في الكويت يعد رافدا مهما من روافد الصحافة الحديثة في المنطقة لافتا الى استضافة الكويت العديد من المعارض والندوات المتخصصة بهذا الفن.
وكشف عن وجود خطوات جادة وصلت إلى مراحلها النهائية لإشهار جمعية (الكاريكاتير) الكويتية الامر الذي يعكس اهتمام الشباب الكويتي بهذا الفن ودعمهم له.
من جهته قال رسام الكاريكاتير محمد القحطاني ان فن الكاريكاتير له دور فعال وايجابي في تسليط الضوء على اي موضوع يهم شريحة واسعة من المجتمع مؤكدا انه سلاح ذو تأثير قوي يستخدمه الرسام لاسقاط او إيصال وجهة نظر معينة.
وأضاف ان “رسوم الكاريكاتير لها تأثير كبير على آراء وتوجهات الناخبين وتؤثر في قراراتهم وفي بعض الاحيان تعمل على تشكيل رأي عام معين تجاه قضية معنية لسهولة وسرعة انتشارها في مختلف مواقع التوصل الاجتماعي”.
من جهته قال رسام الكاريكاتير باسل بوحيمد، ان دور الفن الكاريكاتيري في العملية الانتخابية يتركز على توجيه الناخب في اسلوب مباشر لإختيار الافضل وتسليط الضوء على مكامن الخلل من خلال رسوم كاريكاتيرية هادفة.
وذكر ان تاريخ فن الكاريكاتير في الكويت مميز مقارنة بدول المنطقة وذلك لما تتمتع به الصحافة الكويتية من مساحة واسعة من حرية الرأي كما سبق للكويت ان احتضنت الكويت عددا من ابرز فناني الكاريكاتير العرب ومنهم الفنان ناجي العلي وبهاء بخاري وعبدالرضا كمال وعبدالسلام مقبول.
من جانبه قال الرسام الكاريكاتيري محمد المشموم ان الكاريكاتير يحاكي ويلامس المشاعر والافكار والمواقف التي تدور في عقل المتلقي والمشاهد وهو رسم ساخر معبر يحدث نقلة بصرية مريحة للمتلقي ويبعده عن ملل القراءة المطولة ويعطيه شعورا بالاسترخاء الفكري.
وأوضح ان فن الكاريكاتير تجاوز اطار الصحف الورقية ليصل الى جميع مواقع التواصل الاجتماعي موضحا ” ان سبب هذا الانتشار يعود الى ان رسام الكاريكاتير يعد رقيبا ذاتيا على جميع اعماله انطلاقا من احساسه بالمسؤولية كفرد فاعل في المجتمع”.
أضف تعليق