عرض كاتب يمني معروف، السبت 19 نوفمبر/تشرين الأول 2016، مكتبته الخاصة للبيع، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد وعدم صرف رواتب الموظفين منذ أشهر.
واضطر الأديب والكاتب اليمني، حسن عبد الوارث، الذي يشغل أيضا منصب رئيس تحرير “صحيفة الوحدة” الحكومية، لعرض مكتبته الخاصة للبيع، والتي يمتلكها منذ أكثر من 35 عاما، وتضم أكثر من 5 آلاف عنوان.
وأغلق الحوثيون كافة وسائل الإعلام المخالفة لتوجهاتهم منذ سيطروا على العاصمة صنعاء بمشاركة حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وبسبب التهديدات غادر المئات من الصحفيين والناشطين الحقوقيين العاصمة صنعاء، بينما اعتقل الحوثيون عشرات اخرين وأودعوهم السجون.
وقال عبد الوارث في تدوينة له في صفحته الخاصة على موقع التوصل الاجتماعي “فيسبوك”، “مكتبة عامرة (للبيع) للمشتري الجاد، التواصل على الخاص”.
وفي تصريحات للأناضول، قال عبد الوارث “اضطررت لعرض مكتبتي التي ارتبطت بها لأكثر من 3 عقود، وهي مدة تجاوزت ارتباطي بأكثر أفراد أسرتي”.
وأوضح أن عرض المكتبة للبيع “جاء لمواجهة جزء من التزاماتي تجاه أسرتي”.
وشدد أن المكتبة تمثل بالنسبة له “قيمة وارتباطا وحبا لا يقل عما أكنّه لابني”.
وسبق لعبد الوارث أن طالب الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، منذ سبتمبر/أيلول 2014، وكذلك الحكومة اليمنية، بصرف رواتب موظفي الدولة ووضع حدّ للأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلد.
وعبد الوارث المولود في مدينة عدن في العام 1963، يعتبر من أبرز الكتاب اليمنيين خلال العقود الثلاثة الماضية، حاصل على دبلوم المعهد الدولي للصحافة من صوفيا ـ بلغاريا 1989.
بدأ الكاتب اليمني حياته المهنية في صحيفة “الثوري”، لسان الحزب الإشتراكي اليمني، في صنعاء، ثم مديرا لتحريرها ، كما كتب في عدد من الصحف والمجلات اليمنية والعربية، قبل توليه منصب رئيس تحرير “صحيفة الوحدة” الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة بالعاصمة اليمنية صنعاء منذ العام 2001، وألف العديد من الكتب.
وتعدّ هذه الخطوة هي الأولى من نوعها لمثقف يمني، حيث أجبرت الظروف الصعبة جراء الحرب الدائرة في اليمن منذ حوالي العامين، وتأخر صرف مرتبات موظفي الدولة، إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلد الفقير أصلا.
وخلال الأسابيع الماضية، اتسعت رقعة الجوع ومعدلات سوء التغذية الحادة في أوساط اليمنيين بشكل غير مسبوق، وخصوصا بعد توقف رواتب موظفي الدولة منذ حوالي أربعة أشهر، وتزايد معدلات الفقر إلى نحو 80% من السكان وفقا لتقديرات دولية.
وتسببت الحرب في تزايد غير مسبوق لظاهرة التسول، وتعج شوارع المدن الرئيسية بالمئات من المتسولين، معظمهم من النساء والأطفال.
ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 7 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 36 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
أضف تعليق