انقضت قمم عربية عديدة طوال السنوات الماضية، وبعد مرور سبعين عامًا، ماذا حققت تلك القمم العربية للشعوب العربية؟! وماذا حققت الجامعة العربية وفي جميع الملفات والقضايا سيما القضية الفلسطينية؟!
بكل تأكيد لا شيء يذكر على الإطلاق سوى مساعدات ودعم مالي ولوجستي للفلسطينيين يأتي من هنا وهناك، ولكن الحل السياسي لم يتحرك قيد أُنملة، بل على العكس تمامًا ابتلعت إسرائيل أغلب الأراضي الفلسطينية، وتلاعبت ببعض الحركات الفلسطينية وزرعت بينها الشقاق والفتنة، حتى باتت جميع الفصائل الفلسطينية تريد أن تأكل بعضها، وابتعدت تمامًا عن المطلب الرئيسي والأساسي والمتمثل في تحرير الأرض من المغتصب الصهيوني، وهكذا دواليك وحتى وقتنا الحاضر، هذا فيما يخص القضية العربية المركزية، أما في القضايا والملفات الأخرى فحدّث ولاحرج، فلايزال الإجماع العربي والتوافق في اتخاذ قرار عربي موحد صعب المنال، فضلاً عن غياب الإرادة السياسية التي أضعفت دور الجامعة العربية وجعلتها صورة بلا صوت، وهذا الذي دفع بالقمة العربية في نواكشوط التي انعقدت في الأيام المنصرمة الماضية لان تكون قمة بلا رؤساء، وقرارات بلا طعم أو لون أو رائحة ومآلها للحفظ في أرشيف الجامعة العربية.
ويبقى أن أشير أيها السادة للملف الخطير الذي يداهم الأمة العربية حاليا والذي يتمثل في المشروع الصفوي الإيراني الفارسي الذي يتمدد في الجسد العربي بشكل غير مسبوق، والذي ابتدأ بابتلاع جزرنا العربية الإمارتية، ثم ابتلاع العراق، وسوريا ولبنان، وتصدير الفتنة والطائفية لليمن، والتوجه للبحر الأحمر وشراء جزر أفريقية واستئجار قواعد عسكرية على ضفاف البحر الأحمر، وذلك في محاولة للسيطرة على الممرات المائية ومنها مضيق باب المندب وتضيق الخناق على قناة السويس، ولهذا لن يستقيم حال الأمة العربية وهي تواجه هذا التهديد الإيراني المباشر وغير المباشر إلا إذا أيقن الجميع أن الخطر داهم ولن يسثني أحدًا على الأطلاق، وأن نعمل وفق استراتيجية يتفق عليها الجميع، من خلال التمسك بالوحدة العربية والحفاظ على الهوية، مواجهة التحديات التي تدفع باتجاه تفتيت الأمة وتقسيمها، بعيدًا عن الولاءات المتعددة وتعزيز تحصين الأمة في مواجهة الفتن والطائفية والمذهبية والفئوية التي تسوق لها إيران بعدة أساليب وطرق، وهنا تبرز أهمية تواجد مشروع إعلامي عربي موحد يقوم على أسس علمية صحيحة بعيدًا المزاجية وتغليب المصالح، باعتبار الهدف والرؤية واحدة، استقطاب الشيعة العرب المغرر بهم من قبل إيران، والذين واجهوا الإقصاء من أوطانهم وارتموا في الحضن الإيراني قسرًا وقهرًا، بالرغم من العذابات والتفرقة والعنصرية والعرقية التي يواجهونها من ملالي إيران.
كذلك يجب أن لاننسى أن المشروع الصفوي الفارسي الإيراني يتفق مع المشروع الصهيوأمريكي في الشكل والمضمون، في سبيل تفتيت وتقسيم الأمة العربية تحت عنوان سايكس بيكو المتجددة وفي ثوبها الجديد، ولهذا نتطلع للقمة الخليجية التي بدأت جدول أعمالها هذا اليوم في العاصمة البحرينية “المنامة”بان تذهب للاتحاد الخليجي والذي يعتبر هو الحل الأمثل والنموذجي لدول الخليج العربي عوضا عن مجلس التعاون الخليجي الذي لم يحقق لشعوب المنطقة الحد الأدني من تطلعاتهم،وان ينتقل المشهد من الحالة التنسيقية للحالة الاتحادية التي تعني الحفاظ على مقدرات الامة ومكتسباتها أمنيا ودفاعيا وسياسيا بشكل يفرض احترام وتقدير الامم الاخرى لنا ككتلة موحده تستطيع الذود عن نفسها وحماية امنها واستقرارها دون الحاجة للآخرين !
.
أضف تعليق