نبكيكِ يا حلب كما بكينا الموصل والفلوجة والقدس ودمشق وبيروت وصنعاء، وكما بكينا مصر في عهد السيسي وتحالفه مع الفرس والروس والنصيرية، وكما بكينا تونس وليبيا، وكما بكينا الجامعة العربية وفشلها وعجزها وخذلانها، والتي تعكس وضع الأمة العربية وتشرذمها وضياعها، وكما بكينا زمننا الرمادي، وقلة حيلتنا وانكسارنا الذي ساد في مفاصله الجهلُ والظلمُ والبؤس والإرهاب والتشدد والتطرف، وسنستمر في البكاء والعويل على حلب التي تعتبر وبكل المقاييس بدايةً حقيقية لتقسيم سوريا.
وكما يريد المشروع الإيراني الصهيوني الروسي، فستصبح إدلب عاصمةً للمعارضة، وسيقتطع الأكراد شمال شرق سوريا الزاخرة بالثروات النفطية، أما دمشق فستكون العاصمة الثالثة لإيران بعد بغداد!.. وسيكون للدروز حصة في الجنوب السوري، أما الساحل وامتداده فسيكون من حصة الدولة النصيرية، وهو المشروع – القديم الحديث – الذي رعته روسيا قديمًا وتموضعتْ قواعدها العسكرية في مفاصله. هذا في تصوري المتوقع في قادم الأيام والذي تدلل عليه المعطيات والشواهد التي نشهدها على الأرض.
يبقى أن أقول أيها السادة، بالرغم من كل الظروف والمآسي والتوقعات التي قد تصيب أو تخطئ فلايزال يحدونا الأمل بالله بالنسبة لحلب على وجه الخصوص، فقد احتل هولاكو حلب عام1260، وارتكب المجازر وأباد حلب تمامًا فاعتقد البعض أن الإسلام انتهى بعد فترة وجيزة جاء النصر من عند الله سبحانه فكانت معركة عين جالوت، التي ألحقت الهزيمة النكراء بجيش المغول، وغيرت المعادلة تمامًا على الأرض!..
قد يعيد التاريخ نفسه ونشهد عين جَالُوت اخرى في العصر الحديث، إذا اعتبرنا حلب وما أصابها من مُصاب جلل سينعكس تمامًا على الأمة العربية والإسلامية وعلى مقدراتها ومكتسباتها، وضياع هويتها وخصوصيتها هذا اذا افقنا من غفلتنا واقتنعنا بأن المشروع الفارسي الصفوي سيأتي على الأخضر واليابس وسيرمى بِنَا في محرقة التاريخ .
أضف تعليق