لفت انتباهي اللوحة المخصصة لانشاء مشروع دار تحفيظ القرآن الكريم التابع لوزارة الأوقاف والشئون الاسلامية والتي توضح أن الجهة المشرفة على انشاء المشروع ما هي إلا لجنة مؤقتة.
عادة الجهات المشرفة على المشاريع في وزارات الدولة المختلفة تكون قطاعات هندسية متخصصة ومنظمة، وهذا للأسف ما تفتقده وزارة الأوقاف من هيكل هندسي مختص والذي أصبح ضرورة قصوى لهذه الوزارة التي أصبحت تشرف وتملك مشاريع تجاوزت 600 مليون دينار، أي ما يقارب مليارين دولار.
التحديات الحديثة والتطور الهندسي الكبير في مجال الهندسة والعمارة يتطلب قطاعات هندسية تقوم بالتخطيط والتصميم وادارة العقود الهندسية وهذا ما تحتاجه وزارة الأوقاف في إعمار المساجد وانشاء وصيانة المباني والتي تفوق الطموحات والتحديات المحدودة التي تملكها هذه اللجان الحالية. والمؤسف أيضا ما يتخلل ذلك من تشكيل هذه اللجان التي تتكون عادة من 80 في المئة من الوافدين وقليلا جدا من المهندسين الكويتيين، وعادة ما يديرها أشخاص من التخصصات الشرعية والتربوية مما يجعلها محدودة القدرات والمسؤوليات والتي يتغير أداؤها مع تغير أعضاء اللجان في حين الوزارة تحتاج لقطاع هندسي يضع رؤيته وأهدافه ذات المدى القصير والمدى البعيد.
على الوزير الأوقاف الجديد الأخ محمد الجبري أن يضع بصمته الاصلاحية في تحسين العمل الهندسي لمشاريع الوزارة التي تمتلك مئات المهندسين الكويتين القادرين على العمل والانجاز والابداع في تحقيق أفضل الأعمال الهندسية كفيلة لتقليل احتمالية النزيف المالي وعشوائية القرارات، علما أن عددا من الزملاء في جمعية المهندسين قاموا بتقديم تصورات مدروسة للوزارة عن أهمية تشكيل هيكل هندسي قبل ما يقارب 3 سنوات ولكنها تاهت مع عدم الجدية تارة وعدم الاستقرار الوزاري تارة أخرى.
أضف تعليق