التزمت إدارة الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك أوباما الصمت لساعات إزاء إعلان كل من موسكو وتركيا يوم الخميس الماضي عن التوصل لوقف لأطلاق النار في سوريا يمهد الطريق لبدء مفاوضات بين المقاومة السورية المسلحة والنظام في أستانه عاصمة كازخستان خلال شهر، وقد جاء الصمت الاميركي ليترجم الفشل المزمن في سياسة أوباما الخارجية التي يقودها صاحب الوجه الصخري وزير الخارجية جون كيري الذي قاد سياسة أميركا في المنطقة من فشل إلى فشل في كل القضايا.
ففي اليمن اختتم دوره بفضيحة الاعلان الكاذب عن التوصل لاتفاق مع كل الأطراف فخرج وزير الخارجية اليمني ليكذبه ويتحول الأمر لفضيحة سياسية لأميركا وسياستها ووزيرها الأحمق، أما سياسة الولايات المتحدة في سوريا فقد كانت أم الفضائح والنكبات بدءا من تعهد أوباما بالاطاحة بالأسد إلى الوعود الزائفة بإمداد المعارضة بالأسلحة الفتاكة إلى الوقوف في النهاية موقف المتفرج على المذابح والمجازر والتهجير للسوريين دون أي تحرك، ورغم أن الخطوات التي قامت بها كل من روسيا وتركيا كانت كلها تقود حسب رأي المراقبين إلى وقف لاطلاق النار تعقبه مفاوضات إلا أن الديبلوماسية الأميركية أصيبت بالخرس وكأن روسيا ضربتها في مقتل والأكثر صمتا من الإدارة كان الاعلام الأميركي الذي تجاهل وقف إطلاق النار كما تجاهل المجازر التي قام بها النظام في سوريا ولم يكن يتعرض لها بالشكل الذي يتناسب مع حجمها، أما أكذوبة الحرب على داعش في سوريا فقد كشفها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان حينما انتقد الولايات المتحدة والدول الغربية يوم الخميس الماضي وقال إنها لا تشارك في الضربات العسكرية على مدينة الباب التي تسيطر عليها داعش والتي يقوم الجيش التركي بمهاجمتها، وهذا يؤكد علي أن الولايات المتحدة لا تريد القضاء على داعش لأنها حسب كثير من المراقبين صنيعتها أو على الأقل هي راضية عن وجودها وقد صرح أكثر من مسؤول أميركي أن داعش بحاجة إلى سنوات حتى يتمكن ما يسمى بالتحالف من القضاء عليها، كما أن معركة الموصل التي دخلت في متاهات لا يعرف أحد كيف ومتي ستنتهي؟
لقد تميزت سياسات أوباما تجاه سوريا بالعجز والتردد، مما دفع روسيا إلى أن تقوم بخطوتها الأولي في احتلال سوريا ثم ممارسة أبشع أنواع جرائم الحروب واستخدام أحدث أنواع الأسلحة ضد الشعب السوري دون أن تقوم الولايات المتحدة بأي جهد في منع هذه الجرائم أو تزويد المعارضة بالسلاح أو حتى السماح لدول أخرى أن تزود المعارضة بأسلحة نوعية، وبعد حرق وتدمير حلب وتهجير أهلها أعلنوا أنهم سوف يرسلون للمعارضة صواريخ أرض جو أي بعد انتهاء كل شيء مما يعني أن العجز والتردد كان سيد الموقف في كل التصرفات رئيس متردد ووزير خارجية مشلول وإدارة عاجزة هذا باختصار ما سوف يسجله التاريخ عن إدارة أوباما تجاه سوريا فإلى مزبلة التاريخ.
أضف تعليق