حتى قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مقاليد الحكم في البيت الأبيض، أطلق كبار الديمقراطيين – بما في ذلك الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما – بالفعل جهوداً لإعادة تشكيل المشهد الانتخابي، استعداداً للدورة المقبلة من الانتخابات الأمريكية في 2020.
إذ في مواجهة خسارة لاذعة في الانتخابات، ومحكمة عليا تميل للجانب المحافظ ومدعي عام جديد أدلى بشهادته هذا الأسبوع حول مخاطر تزوير التصويت، بدأ الديمقراطيون في وقت مبكر بتغيير تضاريس الأرض القانونية استعداداً للجولة المقبلة بعد أربع سنوات من الآن.
الخطط التي تمت مناقشتها هي ذات شقين: استراتيجية إعادة ترسيم شاملة للدوائر الانتخابية قبل تعداد عام 2020، وبذل جهود جديدة لمكافحة القوانين التي يعتقد التقدميون أنها محاولات خفية لقمع الأصوات.
وتأتي هذه الجهود وسط احتفال الجمهوريين بالفوز الانتخابي، وخطط الرئيس المنتخب لترشيح قاضٍ جديد في محكمة العدل العليا سيكون على جدول أعماله قضايا حول إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية وهويات الناخبين.
وقالت ليز كينيدي، من المركز الليبرالي للتقدم الأمريكي: “هناك قضايا بالغة الأهمية ستظهر في المحاكم حول إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية، والرقابة الصارمة على هويات الناخبين وغيرها من القيود على الناخبين ستحدد ما إذا كانت أصوات المواطنين الأمريكيين ستُسمع في الانتخابات للمطالبة بتمثيل عادل.”
وتعهد النائب العام السابق، إريك هولدر، مازحاً، بـ”جعل عملية إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية مغرية.” وجاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحفي عقده، الخميس، للإعلان عن مجموعة جديدة تسمى “اللجنة الوطنية الديمقراطية لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية.” وقال هولدر إن أوباما أخبره أنه يريد أن يكرّس جزءاً من حياته ما بعد الرئاسة لهذه القضية.
ويَنصّب التركيز على مستوى الولايات. إذ بعد التعداد في كل عقد، يعيد المشرّعون في كل ولاية والحُكّام في أغلب الولايات، رسم خرائط الدوائر الانتخابية. وعند التعداد الأخير، وظّف الجمهوريون استثمارات ضخمة في الانتخابات التشريعية أسفرت عن سيطرة الجمهوريين على العملية في العديد من الولايات.
وقال هولدر: “علينا رفع الوعي لدى الناس في المجتمع التقدمي ليفهموا أن الخروج كل أربع سنوات وشن حملة انتخابية قوية للترشح للرئاسة غير كافٍ.”
ويرى هولدر أن الديمقراطيين يعيرون اهتماماً كبيراً لانتخابات الرئاسة، قائلاً: “الانتخابات الرئاسية هي بالطبع مهمة. ولكننا نسينا أنه إن أردنا أن يمثلنا الكونغرس، علينا التأكد من أن لدينا مجالس تشريعية في الولايات ستسفر عن كونغرس (أغلبيته من حزبنا)، كما تغيبت عنّا حقيقة أن أغلب عملية الحكم الفعلي للدولة يحدث على مستوى الولايات والحكومات المحلية.”
وقال هولدر إن ترسيم بعض تلك الخرائط تم التلاعب به من قبل الهيئات التشريعية لصالح الحزب الذي يتمتع بالسلطة. وتُلقب هذه العملية بـ”Gerrymandering” أو الغش عبر التلاعب في حدود الدوائر الانتخابية لصالح حزب أو فئة ما.
أضف تعليق