يرى محللون ونشطاء أن عودة محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق، إلى الأضواء بظهوره في أول لقاء تلفزيوني منذ ثلاث سنوات، كانت هي العامل الذي أطلق شرارة حملة شرسة وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط الجنسية المصرية عنه.
ويقولون إن الهجوم على البرادعي يعكس قلقا متزايدا من جانب النظام وأنصاره من ظهور جبهة معارضة قوية أو منافسين محتملين للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تراجعت شعبيته مؤخرًا بسبب الأوضاع الاقتصادية.
وكان البرادعي ابتعد عن العمل السياسي طوعا في مصر بعد استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت اعتراضًا على أسلوب فض اعتصامي “رابعة والنهضة”، في 14 أغسطس 2013.
وربط البعض بين ظهور البرادعي التلفزيوني واقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 بعد 30 عاما في الحكم.
لكن البرادعي الذي شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من 1997 حتى 2009 أكد في بداية حوارات مع تلفزيون العربي إن “التوقيت ليس مقصودا”.
وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن “البرادعي له رمزية معينة وعندما تقترب (ذكرى) 25 يناير ويقرر البرادعي أن يتحدث في الإعلام فالنظام يفسر هذا على أنه رغبة من جانب البرادعي للعودة إلى الظهور ولا يستبعد أن يكون هو الرمز مرة أخرى لعملية تغيير مماثلة.”
وكان البرادعي برز كمنافس لمبارك وأحدث ضجة كبيرة بعد عودته لمصر عام 2010 وقيادته لما كانت تعرف بالجمعية الوطنية للتغيير.
ورغم أن حوارات البرادعي الأسبوعية مع تلفزيون العربي لم تتطرق حتى الآن للأوضاع في مصر في عهد السيسي -الذي أعلن حين كان وزيرا للدفاع عزل مرسي- فقد بدأ الهجوم عليه حتى قبل إذاعة الحلقات.
ويعاني قطاع كبير من المصريين في ظل تطبيق إصلاحات اقتصادية قاسية وارتفاعات حادة في الأسعار منذ قرار البنك المركزي في نوفمبر تعويم الجنيه حيث هوت العملة المحلية لأقل من نصف قيمتها وتجاوز التضخم الأساسي 25 بالمئة في ديسمبر الماضي.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية عام 2018 ولم يظهر حتى الآن على الساحة منافس قوي للسيسي في ظل ضعف واضح لقوى المعارضة.
ويقيم البرادعي في العاصمة النمساوية فيينا منذ استقالته من منصب نائب الرئيس.
أضف تعليق