هو مكان أشبه برحلة حياة في متناقضاتها المتنوعة المختلفة ؛ السير بين أرجاءه المغادرون و القادمون ؛ ضجة الاستقبال ؛ دموع الوداع ؛ حزن و فرح ؛ استراحة و حركة ؛ أجناس وألوان وأديان وعادات وثقافات وشعوب تتقابل في هذا المكان ؛ تشاهد القارئ والنائم ؛ والجالس بالانتظار ؛ ومنهم من يستمتع بشرب القهوة صاحبة المزاج والملاذ والمذاق ؛ المطار فيه تبدأ حياة وتنتهي ؛ تقابل وتحكي حكايات قصيرة وعابرة ؛ فيه من الآلام و الآمال .
في المطار تختلط ساعات الزمن ؛ ومع رحلات الطيران وفارق التوقيت ؛ أنت من انتهيت من وجبة العشاء وغيرك يأكل الافطار تسمع صوت من ينادي على رقم الرحلة وأحدهم يركض ليلحق بالطائرة والنداء الأخير ؛ وآخر جالس بكل أريحية لديه متسع من الوقت ؛المطار يستقبل العائد من رحلة علاج ؛ وتودع طالب للدراسة ؛ وآخر مسافر للسياحة والراحة والاستجمام ؛ وأحدهم مودع للدراسة ؛ ابن يلتقي بأبيه بعد غياب ؛ أم تودع ابنها الوحيد ؛ المطار هو الأشواق والمشاعر .
تأمل الوجوه لكل منها تحكي حكاية خاصة بين قصة و غصة ؛ ترى الورود لاستقبال حبيب ؛ وترى من ضاقت عليه الدنيا ؛ مرارة الفراق ؛ ولوعة الوداع ، تشعر وتتذوق معناها الحقيقي في المطار ؛ تشاهد مشاهد عاطفيه و تراديجية وكأنك تقلب التلفاز بين محطاته المتنوعة ؛ فيه المشاعر لغة تحكى دون حروف ؛ المطار خاطف الأحباب وجامع المتناقضات ؛ فرح اللقاء وحزن الوداع .
أضف تعليق