تمثل استعادة اللواء الليبي خليفة حفتر، لمنطقة الهلال النفطي، من قبضة “سرايا الدفاع عن بنغازي” تحديًا كبيرًا، حيث تعد ورقة مهمة كان يستخدمها لإقناع المجتمع الدولي بمشروعه باعتباره القادر على السيطرة على جميع أراضي ليبيا.
وقالت صحيفة “العربي الجديد”، إن الدول الداعمة لمشروع حفتر، وعلى رأسها مصر، تكثف جهودها من أجل وقف خسائره، حيث وجهت اللجنة المصرية لمتابعة الملف الليبي، الدعوة لحفتر لحضور اجتماع طارئ في القاهرة، بحضور مسؤولين روس وإماراتيين خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث كيفية صد الهجوم على الهلال النفطي، وعدم السماح للمجموعات التي تصفها القاهرة بـ”المتطرفة” بكسب مزيد من الأرض. وتشير هذه التحركات، في حال تأكدت، إلى أن حفتر في حالة حرجة عسكريا، وسط تكهنات وسيناريوهات متعددة، عما إذا كانت مصر ستتدخل عسكريا لإنقاذه، أم ستكتفي بدور الوسيط لجلب دعم روسي لقوات حفتر.
في هذا الصدد، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، أن “هناك بعض المؤشرات تؤكد عدم وجود أي تدخل أو مساعدة لقوات حفتر”، مشيرا إلى أن الأخير “قام بسحب الطائرات من قاعدة طبرق والأبرق (شرق ليبيا)، ونقلها إلى قاعدة بنينا الجوية” في بنغازي، وهذا يؤكد أنه “فشل” في الحصول على دعم مصري أو إماراتي، وفق تقديره.
وأضاف في تصريحات لموقع “عربي21”: “الموانئ النفطية الآن تحت حماية حرس المنشآت برئاسة العميد إدريس بوخمادة، وهي قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ومن ثم فلا معنى لأي تدخل”.
في المقابل، رأى عبد الكافي أن “روسيا ليست بهذا الغباء حتى تتدخل لمساندة حفتر بعد أن فقد ورقة الضغط الوحيدة التي كانت بيده”، كما قال، في إشارة إلى خسارته موانئ النفط. لكن الناشط المقرب من قوات حفتر، عصام التاجوري، أوضح أن “مصر ساعية للحفاظ على الدور الذي تلعبه كوسيط محايد لحل الأزمة الليبية، وقد نجحت في ذلك مؤخرا، وانطلاقا من ذلك، فإن الدور المصري سيظل في مركز ثقة تمكنه من إيجاد حل وهذا الأمر مرتبط بمدى الاستجابة الفعلية للمبادرات المطروحة”، كما قال.
وأضاف: “استمرار المناورة من قبل البعض لن يلقى إلا ردا قويا وحاسما، باتجاه دعم معلن للقوات المسلحة الليبية (يقصد قوات حفتر)، إن تأكد للمجموعة الدولية أن الحل السياسي بعيد المنال”.
وقال أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبد الله الرفادي، إن “هناك تغيرا ملحوظا في الموقف المصري تجاه حفتر، بعدما أحرج نظام السيسي برفضه لقاء رئيس حكومة الوفاق في القاهرة، لكن الإمارات ستمضي في مشروع تدمير ليبيا بوسائل أخرى إذا لم تسمح لهم مصر باستعمال أراضيها وأجوائها كي توفر لحفتر الإمدادات العسكرية”
أضف تعليق