هذا شعار رفعه كثير من المثقفين في بعض بلاد العالم المتقدمة في محاولة منهم لوقف التشوه الفكري لكثير من عامة الناس نتيجة لمتابعتهم وتأثرهم ونشرهم بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي يحررها الحمقى الذين رغم حمقهم وجهلهم راحوا يفتون في كل الأمور، مستخدمين الاستهزاء والشتيمة والمبالغة والنكت والتحريض والكذب الذي كثيرا ما ينطلي على غير المثقفين، بل يساهم في خلق رأي عام غير مستنير لمتابعيهم، والذين يشكلون جزءاً لا يستهان به من المجتمع.
وأعتقد أننا نحتاج إلى مثل هذا الشعار في الكويت لكي يحذر أحباؤنا وأصدقاؤنا من أمثال هذه المواقع التي أصبحت بسبب انتشارها وتأثيرها تشترى بالكثير من المال لتشويه الخصوم أو لأغراض انتخابية أو لمصالح مادية.
وأذكر في بداية توجهنا السياسي أنا وكثير من الإخوة الزملاء كنا نتابع مقالات وندوات د. عثمان عبدالملك وجاسم السعدون والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وغيرهم من المفكرين حسب اختصاصهم، أما الآن فنلاحظ أن ما يكتبه السفهاء في مواقعهم احتل المكان الأكبر في المتابعة والتأثير، بل تأثر بها حتى بعض أعضاء مجلس الأمة.
ويكفي للدلالة على حجم تأثير بعض أولئك المغردين أن يصف بعض المحترمين من السياسيين والأعضاء من شتم وكذب على الرموز أو المنافسين أو الخصوم أو السلطات الدستورية بأنهم مناضلون أو معتقلون أو سجناء رأي؟ هل نسي أولئك أحكام الشريعة في السب والقذف والكذب والاستهزاء؟ وهل يحبون أن تشيع هذه الفواحش على لسان المواطنين «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
يجب طرح هذا الموضوع بكل صراحة، والأمثلة موجودة وكثيرة، وذلك للتشجيع على العودة إلى الأصل وإلى المفكرين وأهل الاختصاص، كما يجب مطالبة من عزف من هؤلاء المتخصصين عن الندوات والكتابة بالعودة إليها من جديد لأن مجتمعنا اليوم، وخصوصا الشباب، في حاجة إلى العودة إلى الطرح العلمي المتزن في الشريعة والسياسة والاقتصاد والقانون، وإلا سيكون المنتج كما قال تعالى: «وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً».
خاتمة المطاف: كنت أتوقع أن يشكل مجلس الأمة لجنة تحقيق في موضوع الجناسي المسحوبة، فيثبت الحقائق إن وجدت أو ينصف المظلومين، لأن هذا أفضل من الصفقات والمقايضات التي طالت واتسعت أطرافها وخفيت جوانبها عن الشعب المغيب.
أضف تعليق