محمد مساعد الدوسري
الاثنين .. يوم رد الدين
اليوم هو الإثنين، وهو يوم الإرادة لشعب حر يطالب بتحقيق العدالة وإزاحة من كان سببا في تعطيلها، وفيه أوجه كلمات لمن لا يزال يكابر أو يعاند أو يتردد بين حسابات الربح والخسارة، لأن هذا اليوم هو من أيام الشعب الكويتي، وسيتذكر الشعب من وقف معه، ومن وقف ضده، ومن وقف بعيدا يراقب الشباب وهم يصارعون لتحقيق العدالة والحرية والمساواة، بينما يجلس هو ويُنظِر في مقولة العاجز وهي “كلهم على خطأ”.
المعارضة التي تتحرك هذه الأيام هي معارضة تتكون من أبناء الشعب كافة بمختلف طوائفه وقبائله وعوائله وتياراته السياسية، وإن كان لهذه المعارضة أخطاء فهذا أمر طبيعي، لأن القائمين عليها بشر وليسوا بملائكة، كما أن المعارضة الموجودة حاليا يقودها الشباب ويسيرونها تجاه المصلحة العليا للبلاد، وهو أمر واضح لدى الشباب الذي أقسم على أن يغير الأوضاع الفاسدة التي وجد نفسه يعيش فيها بفضل أشخاص فاسدين، أو قوانين فاسدة، أو آليات ديمقراطية قاصرة.
الرسالة الأولى هي للجالسين في أبراجهم الوهمية، ويدعون الرشد واكتمال العقل، بينما لا أذكر شخصيا من عقلهم ورشدهم إلا التهويل في قضايا تافهة إذا ما قورنت باهتمام الشعب الكويتي بأكمله بها، واهتمامهم بتفاصيل لا أهمية لها بينما الشباب يسعى إلى تحقيق مبادئ عجز غيرهم عن حملها والتصدي لها، فالحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص هي المطلوبة، وتغيير مسببات الفساد هي مفتاح الخلاص من الوضع الجامد الذي نعيش فيه، فهل ستستمرون في تعظيم شأن تياراتكم التي لم تعد تلقى احتراما لدى الشعب؟، أم أنكم ستتعاملون بواقعية وعقل مع المتغيرات التي طرأت في عالمكم المتداعي؟.
أما الطائفيون ممن لا ينظرون إلى أي شيء إلا بمنظورهم الطائفي الضيق والمقيت فلهم رسالة خاصة، وهي أن ما يقوم به الشباب هو ما سيخرجكم من مكانكم الضيق الذي حبستم أنفسكم فيه، واعلموا أن المستفيد من عنصريتكم هو من يفسد في الدولة وهو لا مذهب له أصلا، لأنه يرى النفوذ والمال والاستمرارية في نهب ثروات الدولة هو المذهب الحقيقي له، فطهروا أنفسكم قبل أن يلفظكم الشعب بشكل نهائي، وتندمون على ما كنتم فيه، واعلموا أن كل ما يقوم به الشباب هو الكفيل بإعادتكم لحظيرة الوطن والمواطنة، وأنهم يقدمون التضحيات لتحصلوا أنتم على حقوقكم التي تكفلها القوانين التي تطبق على الجميع.
ثالثة الرسائل لأبناء القبائل، إذ يجب أن يعي الشباب حجم المراهنين عليهم، ومن يتنظر منهم الزلة والوقوع، وهو أمر يجب أن يوضح لكم حتى لا تنساقوا مع من يريد صبغ الأجواء الحالية بصبغة قبيلة ما أو عرقية معينة، فما يقدمه الشباب وأولهم المعتقلون منهم، هو في سبيل دولة مدنية يتحقق فيها العدل، وينعم أبناؤها بالحرية، ويتمتع فيها الجميع بالمساواة، فكل من يدعوكم إلى غير هذا فهو عدو لكم وليس بصديق، بل إنه يسعى لركوب موجة لم يكن أصلا من مطلقيها.
الإثنين هو يوم رد الدين للشباب المعتقلين، وهو يوم عودة بلادنا إلى جوهرها الحقيقي، ولعل إجراءات الداخلية في اعتقال الشباب يدفع للتساؤل، لماذا كانت الاعتقالات تستهدف قادة الحركات الشبابية مثل السور الخامس وكافي وشباب الحرية والتغيير؟، وهذا يجعلنا نعرف ما هو الهدف من الاعتقالات، وهو إيقاف مد الشباب الساعي إلى بناء دولته التي يراها تنهار يوما بعد يوم، ومحاولة وأد الحركات الشبابية باعتقال قادتها، إلا أن ذلك لن ينسينا أول من طالب بالحكومة المنتخبة، وهم شباب كافي ومنهم طارق المطيري وحمد العليان ومحمد البليهيس، وشباب الحرية والتغيير ومنهم محمد نايف الدوسري، فأنتم رفعتم السقف، والشعب لن ينسى لكم ذلك.
أضف تعليق