يبدو أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، يستعد لشن تجربةٍ نووية أخرى بعد أن رصدت أقمارٌ اصطناعية “نشاطاً مُستمراً” في موقع بونجي-ري للتجارب النووية.
إذ تُظهر الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية أنَّ كوريا الشمالية “مُستعدة وجاهزة” لما يُعَدُ تجربتها النووية السادسة، وفق ما ذكرت صحيفة دايلي إكسبرس.
وحذَّرت عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ من أنَّها ستردُّ “رداً عسكرياً قوياً” بعد أن نشرت البحرية الأميركية حاملة طائرات في بحر اليابان.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المملوكة للحكومة (KCNA) عن وزارة الخارجية قولها: “سنُحمِّل الولايات المُتَّحدة المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية التي ستنتج عن تصرفاتها المهينة”.
وأضافت: “إنَّ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية جاهزة للتعامل مع أي أسلوب من أساليب الحرب تُفضله الولايات المتحدة”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنَّه سيرسل أسطولاً بحرياً ليتبع حاملة الطائرات، رداً على تهديدات برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية.
ووفقاً لما قاله ترامب لقناة “Fox Business Network”: “سنرسل أسطولاً شديد القوة، ولدينا غواصات شديدة القوة، ودعني أؤكد لك أنَّها أقوى حتى من حاملة الطائرات نفسها”.
وبينما يتصاعد التوتر بين البلدين، إليك نظرة سريعة على ما تبقى لكوريا الشمالية من حلفاء:
الصين
تمتعت كوريا الشمالية، على مدار التاريخ، بعلاقاتٍ قوية مع الصين، جارتها من الشمال ومن الغرب، ولكن منذ تولي كيم جونغ أون السلطة في عام 2011، أصاب الركودُ العلاقات بين الدولتين.
ويُقال إنَّ الرئيس الصيني شي جين بينغ يحمل رأياً سلبياً تجاه كيم وبرنامجه للأسلحة النووية، وقد طلبت بكين مراراً من بيونغ يانغ وقف تجاربها النووية وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية، لكن دون فائدة.
وفي فبراير/شباط 2017، اتَّهمت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية بكين بـ”الخنوع للولايات المتحدة” و”التظاهر بكونها سلطةً قوية” بعد أن علَّقت الصين جميع واردات الفحم من كوريا الشمالية بقية العام.
وقال التقرير: “إنَّ إجراءات الصين الأخيرة تُعَدُ فى الواقع خطواتٍ لمصلحة الأعداء لإسقاط النظام الاجتماعى”.
وقالت بكين إنَّ الحظر يهدف إلى تطبيق عقوبات الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء برنامج كيم للأسلحة النووية، لكنَّ الصين توقَّفت عن حجب إمدادات الغذاء والطاقة لكوريا الشمالية.
وقال تيد غالين كاربنتر، وهو زميل بارز في معهد كاتو (معهد أبحاث سياسات ليبرالي أميركي، مقره الرئيسي في واشنطن)، إنَّ الصين تُوفِّر جزءاً كبيراً وضرورياً من إمدادات كوريا الشمالية، ويمكنها أن تُطبِّق “ضغوطاً قاسية” على جارتها.
ووفقاً لكاربنتر: “لكن مثل هذا القرار قد يتطلَّب من الصين أن تتكبَّد مخاطر هائلة، ويبدو أنَّ صُنّاع السياسات الصينيين مترددون في تنفيذه فعلاً”.
وأضاف: “لديهم عددٌ من المخاوف المنطقية بشأن اتخاذ مثل هذه القرارات؛ الأول هو أنَّ الدولة الكورية الشمالية قد تبدأ في الانهيار؛ ما قد يؤدي إلى تدفُّق أعدادٍ كبيرة من اللاجئين إلى الصين على أقل تقدير”.
كما أوضح أنَّه “في الواقع، وبالنظر إلى الألغام الأرضية وغيرها من العوائق العسكرية الكبيرة على جانبي المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين بعضهما عن بعض، سيكون من السهل على اللاجئين الفرار إلى الصين من كوريا الجنوبية”.
روسيا
قالت وزارة الخارجية الروسية إنَّ العلاقات الروسية-الأميركية في أسوأ حالاتها منذ نهاية الحرب الباردة، ومن ثم فليس غريباً أن تلتزم موسكو الصمت بشأن الوضع الحالي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وتُشارك كوريا الشمالية حدودها الشمالية الشرقية مع روسيا، وكانت الدولتان حليفتين مقربتين منذ الحرب الباردة.
وفي العام الماضي، حذَّرت روسيا كوريا الشمالية من أن تهديداتها النووية المتواصلة يمكن أن تُؤدِّي إلى استخدام القوة العسكرية الدولية ضد نظامها المنعزل، بعد أن هددت بيونغ يانغ بـ”إبادة” الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقالت موسكو: “إنَّنا نعتبر الإدلاء بتصريحاتٍ علنية تتضمَّن تهديداتٍ بشن (ضربات نووية وقائية) ضد المعارضين، أمراً غير مقبول على الإطلاق”.
وأضافت: “يجب أن تُدرك بيونغ يانغ حقيقة أنَّ جمهورية كوريا الديمقراطية تعارض بهذه الطريقة المجتمع الدولى، كما تخلق أسساً قانونية دولية لاستخدام القوة العسكرية ضدها، وذلك وفقاً لما جاء في ميثاق الأمم المتحدة بخصوص حق الدول في الدفاع عن نفسها”.
وقد فسَّر الكثيرون هذا البيان بأنَّه تحذيرٌ عام وليس وعداً بتدخلٍ روسي.
كما اغتنمت موسكو الفرصة لانتقاد عملية عسكرية مُشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، قائلةً إنَّها وضعت “ضغوطاً عسكرية وسياسية غير مسبوقة على بيونغ يانغ”.
وفي عام 2015، أعلنت روسيا وكوريا الشمالية بدء “عام الصداقة”؛ لتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بينهما.
كما أُعلِنَ أنَّ كيم جونغ أون سيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ للاحتفال بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، غير أنَّ الرحلة أُلغِيَت فيما بعد؛ بسبب “الشؤون الداخلية الكورية”.
وقبل 3 سنوات، وافقت موسكو على شطب 10 مليارات دولار أميركي من ديون كوريا الشمالية في عهد الحقبة السوفييتية.
بلغاريا
أقامت كوريا الشمالية تحالفاً مع بلغاريا حين كانت تحت الحكم الشيوعي عام 1948، ثم وقَّعت اتفاق تعاونٍ ثنائي معها عام 1970.
ويُذكر أنَّ بلغاريا هي حليف كيم جونغ أون الوحيد في أوروبا، لكنَّها تعهَّدت الشهر الماضى باتِّخاذ “الإجراءات الضرورية كافة” لتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية.
وفرضت بلغاريا قيوداً على استيراد الفحم والحديد وخام الحديد من كوريا الشمالية، كما خفَّضت عدد الموظفين في سفارة كوريا الشمالية.
سوريا
علاقة وثيقة قديمة تربط سوريا وكوريا الشمالية التي قدمت تدريباً عسكرياً إلى سوريا، لتتوسع العلاقة فيما بعد إلى بيع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الباليستية والكيميائية.
عقب حرب 1967 و1973 مع إسرائيل ساعد مستشارون عسكريون من كوريا الشمالية وقوات الدفاع الجوي سوريا. ويعتقد أن بيونج يانج قدمت فيما بعد، بعض التكنولوجيا المستخدمة لبناء موقع «الكبر» النووي السري في سوريا، الذي دمرته الغارة الجوية الإسرائيلية عام 2007.
و تلقى كيم يونغ اون رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد، ليهنئه بعيد ميلاد جده كيم، وهو مؤسس دولة كوريا الشمالية، الذي توفى في عام 1994. وقال في الرسالة إن الشعبين السوري وكوريا الديمقراطية، يكافحان من أجل حقوقهما في تقرير المصير والسيادة الوطنية والأمن والازدهار في بلادهم.
بنين
تُعَدُ بنين دولة شيوعية سابقة لها علاقات مع كوريا الشمالية. وفي عام 2013، نقلت وسائل الإعلام الكورية الشمالية عن توماس بوني يايي، الرئيس السابق لبنين، وصفه العلاقات بين كوريا الشمالية وبنين بأنَّها “ممتازة فيما يتعلق بالصداقة والتقاليد المُشتركة”.
وقد أقامت كوريا الشمالية أيضاً علاقاتٍ مع جمهورية الكونغو الديمقراطية التى تُعَدُ غير مستقرةٍ على الإطلاق.
وفي العام الماضي، اتَّهم تقريرٌ سري لمجلس الأمن الدولى بيونغ يانغ بتزويد القوات والشرطة الكونغولية بالأسلحة والتدريبات العسكرية؛ ما يخرق الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على الأسلحة.
مدغشقر
لمدغشقر تحالف تاريخي غير مسبوق مع كوريا الشمالية؛ فخلال السبعينات، ساعدت كوريا الشمالية في بناء قصر “لافولوها” الرئاسي، كما ساعدت في إقامة المجاري المائية الجديدة مجاناً.
أضف تعليق