من حسن الطالع أن أعود للكويت بحمدالله بعد رحلة علاج في العاصمة البريطانية لندن تكللت بالنجاح ليصادف أن يكون أول مقال أعود به إلى القراء الأعزاء عن شخص عايشته عن قرب هو الشخصية الابرز في تاريخ الكويت السياسي.
إنه مسلم البراك السياسي الكويتي المناضل الذي فعل كل شيء وأي شيء بتاريخ طويل من الصدق والأمانة في العمل.. تحمل ما تحمل من معاناة كبيرة بدونها بلاشك ما كان ليصبح هو مسلم البراك ذلك الأسم الذي تتعرق الجباه عندما تسمعه وتدق القلوب عندما تشاهده.
مسلم البراك.. تاريخ سياسي بكل ما فيه من نجاحات وإخفاقات.. بكل ما فيه من صواب وخطأ.. بكل ما فيه من صعود .. وأيضا صعود.. لأن مسلم هو صاحب التجربة المخلصة المكتملة فلا هو جعجاع كما أصحاب الصوت العالي.. ولا هو خاوي كما المتاجرين بالقضايا فقط لا غير.
السؤال هنا ماذا ينتظر مسلم البراك بعد خروجه من محبسه خلال أيام؟!
لقد أعطى الحبس لمسلم البراك صك الاعتراف به كمناضل وكمعارض أصيل جعله الأبرز والأقوي دون منازع.. وأصبح مسلم بتاريخه الطويل مرجعا لكل معارض وقدوة للعمل الشعبي بما قدمه من اطروحات ومواقف صلبة ودفاع غير مسبوق عن المال العام.
ما ينتظر مسلم البراك هو أنه سيكون الموجه والمرشد والمعلم والمرجع الأساس لأعضاء مجلس الأمة الذين سيلتفون حوله لتكوين رأي معارض قوي.. ما ينتظر مسلم هو أنه سيكون صاحب الرأي والمحرك للمعارضة تحت القبة سواء كان مستقبلا ضمن أعضاء المجلس أو حتى من خارجه.
قد تختلف الفتاوى بشأن إمكانية عودة مسلم للمجلس وفق قوانين استحدثت أو ستستحدث لكنه سيظل حاضرا بطيفه الذي لن يغادر قاعة المجلس لسنوات طويلة.. أما وإن تمكن مسلم من الترشح فإنه ولاشك لن يكون الأول كما في كل مرة على مستوى الكويت وإنما سيكون صاحب رقم قياسي ونسبة ربما تكون الأكبر على مستوى العالم كله.
مسلم البراك ساهم خصومه في ترسيخ مكانته وأكدوا على كونه رمزا للمعارض الشجاع المناضل والبطل.. وبخروجه من محبسه سيختلف المشهد السياسي وسيزداد سخونة مع احترامنا لكل النواب المعارضين قدامى وحديثي العهد بالمجلس فهو الذي سيقود وهو الذي سيجمع الفرقاء تحت لواء المعارضة.
أما ما ينتظر مسلم من السلطة فهو الترقب والحذر والتصيد للخطأ الذي لا نأمل أن يقع فيه مسلم ليظل منبرا مدافعا عن المال العام وعن الحقوق المهدرة.
مسلم سجن بسبب معارضة الصوت الواحد اللي كان مضمون خطاب كفى عبثا. الحين تطلبون منه إن يشارك العبث الموجود؟؟ الله يفك مسلم من شر الأصدقاء!