عبد اللطيف العميري
مجلس غريب.. وحل أغرب!
مجلس 2009 غير المأسوف عليه تم حله دستوريا، ولعل هذا المجلس يستحق أن يطلق عليه مجلس الغرائب والعجائب والسوابق، فهو المجلس الوحيد الذي نجحت فيه أربع نساء كنائبات عن الأمة، وهذا المجلس الوحيد الذي ضرب فيه النواب من قبل الحكومة ووقف مع الحكومة ضد نوابه، بل حتى لم يستنكر رئيسه هذه الفعلة ، بل هو المجلس الوحيد الذي وقع الضرب فيه داخل قاعة عبدالله السالم من قبل النواب بالعصي والعقل واللكمات، وهذا المجلس الوحيد الذي رفعت فيه الحصانة عن نائب لمحاسبته عن كلامه داخل قبة عبدالله السالم في انتهاك صريح وصارخ للدستور، وهذا المجلس الوحيد الذي شطب فيه استجواب والحكومة تصوت على الشطب، وهذا المجلس الوحيد الذي يلغي نتيجة لجنة التحقيق بعد انتهاء اللجنة من عملها كما حصل في لجنة المكلسن بل وهذا المجلس الوحيد الذي كرس مبدأ سرية الجلسات لشخص رئيس الوزراء دون مبررات مقنعة، بل هذا المجلس الوحيد الذي دخله الشباب المتظاهر ليلا اعتراضا على الأغلبية النيابية المشبوهة، وختاما لغرائب هذا المجلس وهو الوحيد الذي يحال فيه ثلث أعضائه للنيابة، بل وكذلك سابقة فريدة من نوعها وبدعة غير مسبوقة بتشكيل لجان برلمانية بعدد منقوص ضاربين باللائحة الداخلية عرض الحائط ولعل الخاتمة الأغرب لهذا المجلس هي الحل الدستوري حيث جاء مرسوم حله من سطر واحد فقط ومن دون خطاب أميري وفيه دلالة على أنه مجلس غير مأسوف عليه وجاء حله بتوافق بين الشعب الذي طالب بحله والسلطة التي استجابت لهذا المطلب، إذن كل ما في هذا المجلس غريب وعجيب، وهذا نذكره للتاريخ لعلنا نتعظ في المرحلة المقبلة حتى لا يعود لنا مجلس كهذا المجلس التعيس.
أضف تعليق