السعدون والاخوان المنافقون
نبيل الفضل
< عطفا على مقال الامس فقد اتصل بنا احد الاخوة المتابعين للمشهد السياسي، ليضيف لنا ملاحظة فاتت علينا حول ما كتبناه عن أسباب اغفال العم أحمد السعدون للشبهات الدستورية في مرسوم حل مجلس الامة، وقبلها في الشبهة الدستورية التي احاطت بأداء رئيس الوزراء لليمين أمام صاحب السمو!.
واذا كنا قد رجحنا تغاضيه عن هذه الهفوات الى استعجاله على رزقه وهو كرسي الرئاسة، أو لجهله الدستوري الذي يدعي حمايته، أو لانه يريد هذا الخطأ مدخلا للمطالبة بتعديلات دستورية كان يقف بالمرصاد لمجرد التفكير بها ليطلق صراخ «الا الدستور» و«لا لتنقيح الدستور» ومن ثم يتهم الناس بالخيانة الوطنية ومحاولة تفريغ الدستور وباقي الاسطوانة الجوفاء.
والسعدون قد قال بالحرف الواحد في اخر حفلة (غنائية/شعرية) صاخبة في ساحة الارادة بان «الشعب الكويتي سيعدل الدستور نحو الافضل»!!. وهو لم يحدد ما هو الافضل، وافضل لمن ولماذا!!. ولكن عليه الامر وعلى الجوقة والجمهور الطاعة والانصياع.
المهم ان صديقنا الاكاديمي أثار احتمال سيناريو رابع خفي له علاقة بالخبث السياسي اكثر من الجهل. والسيناريو يقوم على فرضية ان السعدون ربما كان يعلم بالشبهات الدستورية وان تغاضيه عنها كان بخبث ليترك لنفسه خط رجعة وفرصة اخرى في حال عدم نجاحه بالانتخابات – وهو امر صعب في ظل الثقافة القائمة – او فشله بانتخاب الرئاسة لسبب ما.
هنا – كما يقول صديقنا الاكاديمي – سيكون للسعدون خط رجعة ليطعن بمرسوم الحل وبقسم رئيس الوزراء وبالعملية الانتخابية الناتجة من ذلك لهدم البيت على رؤوس سكانه وإعادة الوضع إلى المربع الاول!!!
وهذه وجهة نظر مرعبة نتمنى ألا يكون العم بو عبدالعزيز قد وصل لهذا الدرك الاسفل من الخبث والكيدية للكويت حكما وشعبا وديموقراطية!
ولكن السعدون قطعا متهم بالتحريض على الاستعجال بحل مجلس الامة واصدار المرسوم، وهذا الاستعجال لم يترك الفرصة للتفكير حتى للحكماء فما الحال والفتوى والتشريع مهلهلة بالاصل؟!
< يوسف القرضاوي هو الرأس الاكبر من «المرشد» في تنظيم الاخوان المسلمين، الذين يحلو لنا ان نسميهم بالاخوان المنافقين لكثرة نفاقهم، خاصة وان اسلام المرء لا يطهره من النفاق اذا ما حالت مصلحته دون تقواه وايمانه المعلن.
المهم ان القرضاوي هو المنظِّر والداعية ورأس الحربة للاخوان المسلمين. والرجل قد اعلن للصحافة العالمية معترفاً «الربيع العربي خرج من عباءتي نتيجة تحريضي الدائم في قناة «الجزيرة»!!
والرجل لم يكذب فهو كثير التحريض في قناة الجزيرة على تقويض انظمة الحكم بما يتوافق مع بروتوكولات الاخوان وفقه الحكم عندهم.
يوسف القرضاوي وان كان مصري المولد والنشأة الا انه قطري الجنسية والاقامة، فقطر هي من احتضن هذا المنظر والداعية الاخونجي واسكنته بعد تغرب واغنته بعد فقر. بل ولقد عمدت قناة الجزيرة القطرية على تلميع القرضاوي وتسويق خطابه، وفتحت له نافذة ليبث سمومه منها كما اعترف القرضاوي نفسه.
فإذا كان القرضاوي مهتما بتقويض الحكم في تونس ومصر وليبيا وسورية ليصل الاخوان المسلمون الى سدة الحكم، واذا كان القرضاوي مهتما بوصول الاخوان الى سدة الحكم في المغرب وفي الاردن كما هي الحال اليوم، فهل يعقل ان القرضاوي لا يهتم ولا يأبه بوضع ومستقبل الاخوان المنافقين في الكويت وهي الاقرب لموطن اقامته؟!
هل يعقل ألا يكون هناك تنسيق بين تحريض القرضاوي و«بنك الروضة» الذي يديره «الاخوان المنافقون» في الكويت، والذي جاء عبر تبرعات اهل الكويت بطيبتهم وسخائهم وتصديقهم لدعاوى اللحى والمساويك؟!
الى هنا والوضع قد يفهم على انه تعاون طبيعي بين من يشترك بالفكر والمذهب الديني أو السياسي. ولكننا نظن بأن الهدف اكبر من مجرد توافق وتعاون. نحن نتوجس من انها خطة محكمة الخبث ينفذها البعض عندنا بتحريض مستتر من القرضاوي، لان تحريضه العلني لاخوان الكويت سيكون فضيحة خليجية على من يقف خلف القرضاوي.
وهنا نحن لا نتهم قطر الدولة الشقيقة ولكننا نوجه اصابع الاتهام الخمسة الى مسؤول يعرف نفسه، وهو في الحقيقة من يدير من تحت الطاولة قناة الجزيرة وتوجهاتها وفتحها الباب والنافذة لفكر القرضاوي ودعوته وتحريضه. ومما لاشك فيه فان طول عشرة هذا المسؤول مع القرضاوي وحميمية العلاقة بينهما لابد وان تولد ميولا اخوانية عند الطرف المتلقي.
ونلاحظ ان السياسة التي يقودها تصب في تقويض الانظمة ليصل الاخوان المنافقون عبر سلاح الاعلام الرهيب والهبات المريبة والمخيفة وبالدعم السياسي اللامحدود بل وحتى بالدعم… العسكري.
< الفايننشال تايم تصف القرضاوي ببوق قطر. فهل هناك مبالغة في هذا الوصف؟!
أعزاءنا
لنا توسع اكبر من مساحة هذا المقال في الحديث عن ما نراه من مؤامرة يشرف عليها من يسعى لمصلحة بلده على حساب الامن والاستقرار الكويتي.
واحزن ما في الامر ان ينصاع نواب وكتاب وناشطون عندنا لهذه المؤامرة اما بجهل مخجل أو بعلم يستحق الصفع على الوجوه العفنة.
ولكن الكويت فعلا في خطر قد لا يراه البعض ولم يستشعروه بعد.
أضف تعليق