أما قبل:
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً
وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
(المتنبي)
تسونامي انتخابية، سببها أول خطوات يخطوها د.عبيد الوسمي على أراضي الانتخابات، ارتطام أقدامه يسبب اهتزازًا في القشور الأرضية لبعض المرشحين وردمًا لكهوف الكذب في باطن أرض مبادئ البعض، لا ترى إلا هذا الضئيل نحيل الجسد كعادته غير مكترث بأناقته وأزرار ثوبه، وأخص فيهم أعلاهم المفتوح دوماً كباب بيت لحاتم الطائي، يسير واثقَ الخطى، ولا تسمع إلا صوتَ الصروح، التي تخر ساقطة مدكوكةً دكاً دكا من يمينه وشماله، حتى تثور براكين السلطة، وتقذف كل حمم أتباعها، وكما هي العادة عندما ينتهي انفجار أي بركان، يخرج كل معدن نفيس، ويظهر ألماس عبيد الوسمي وتصبح التربة خصبة؛ ليزرع الناخب في حقول البرلمان كل زهرة خلابة..!
قد بدأت حرب “زوجات الحاج متولي” ومعارك عجائز “شاي الضحى”.. ذخائرهم الإشاعات، بارودهم الكذب، وكما الحال منذُ الأزل سلاحهم الدين- والدين بريء منهم – لضرب خصومهم، بهذا أعدم سقراط، ولنفس هذا أراد فرعون قتل نبي الله موسى عليه السلام (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) مستخدمين بذلك لسان الضفدع والذي بالرغم من طوله فإنه لا يجني إلا الحشرات..!
لن أتطرق للأفواه التي يعتقد أصحابها أنهم يملكون مفاتيح خزائن نوايا العباد، وسخافة إشاعتهم الغبية، بأن د.عبيد لا يصلي فرضه لله، أو أنه “يشرب التتن” كما يسخر أحد المغردين، فهذه الأفواه لو كانت تحت سلطة البلدية، كان مصيرها أن تغلق “بالشمع الأحمر”.. ولكني سوف أخاطب الشيخ الكريم الفاضل د.أحمد الكوس الذي كتب مقالة منذ أشهر ينتقد مقالة الدكتور عبيد الوسمي في ((سبر)) (الخليج بلاد المؤمنين) بالرغم أن الرجل فسر المقالة وفق رأيه والتزم الصمت حين كتب عبيد مقالته الثانية، التي فسر فيها رأيه وألجم بها أفواه الكثير!! الآن شيخنا الدكتور أحمد الكوس يشن حربًا “تويتريه” ضروس ضد د.عبيد ويغرد محرضاً عليه ويعيد الكوس نشر مقالته..الآن..الآن..الآن..!
يا مولانا أحمد الكوس.. سأخبرك ما الفرق بينك وبين الدكتور عبيد الوسمي، يا من قلت ساخراً في دفاع نواب المعارضة عن الدستور “لم يدافعوا عن الشرع، مثل دفاعهم عن الدستور” ثم تضرب نواب الفرعيات؛ لأنهم خالفوا الدستور…. ده مش تناقض..!
حين كان عبيد يذود عن الثورة السورية والثوار السوريين ويهدده حزب الله اللبناني بالقتل إن ظهر على شاشة الجزيرة، كنت أنت يا شيخنا الكوس تفتي بحرمة المظاهرات أو الاعتصام… لا لا أنت لا تفتي “فتوى إيه يا عم”.. حين كنت أنت تدعم الشيخ جابر الخالد وزير الداخلية آنذاك أن يصعد المنصة في استجواب النواب له وتحرض الوزير قائلاً: “كما عهدنا عنه من قوة وجرأة!!”، كان عبيد يفند بالقانون كذب الوزير وعبثه، عندما كان شغلك الشاغل يا سيدنا الكوس التطاول على ساحة الإرادة، التي حملت ما يقارب تسعين ألف مواطن، وتقول إن الغوغائيين اقتحموا المجلس، وعبثوا في بيت الأمة، كان عبيد يصارع كل الأساطير الحكومية ويدافع عن الأمة.. عندما كنت أنت تولي وجهك شطر الدفاع عن صديقك علي العمير (ومليحة شهدت لها ضرّاتها) على رأي ابن أبي ربيعة، كان الدكتور عبيد يقف مع محمد هايف في المباحث الجنائية ويدافع عنه وعن الأمة كافة.. حين كنت أنت تبحث عن مبررات وأعذار (وسبحان من أعمى أعذارك عن الدكتور عبيد!) لصديقك أحمد باقر، عندما انسحب وهرب من حلقة على تلفزيون الرأي لنقاش قضية البدون، حتى وصل بك الأمر أنك تناسيت الخُلق الإسلامي الكريم، وتقول للمذيعة التي كانت تدير حوار الحلقة، وهي من جنسية عربية “نقول للوافدة يا غريب كن أديب”، كان عبيد حينها يكتب اقتراح قانون لحل قضية “البدون” ليقدمه للنائب السابق لمبارك الوعلان في ندوة تيماء..!
يا شيخ أحمد، يا من قلت إن جاسم الخرافي رأس الحكماء والعقلاء، ونواب المعارضة هم من يتحالف مع الشيطان، لك الحق في قول رأيك، وأن تنتقد من تشاء، ولكن لا تقحم الدين الكريم في إضرار سمعة خصومك، فأي علماني هو عبيد الذي يتبنى مع محمد هايف قضية الثياب الشرعية للنائبات.. إلا إن كان علمانيًا “مسودن”..!
دكتور عبيد، الطرق التي لا تـُدمي الأشواك فيها أقدامك في بدايتها لا ينعم معطسك بشذى الورود في آخرها، ثق تماماً بأن لوكان للأوراق لسانٌ، لنطقت أوراق الانتخاب بأن أخدشوا بياض صفحتي بكلمتين (عبيد الوسمي).. ونحن سوف نقول لمن يشتم قوافلك بأن يرفق بحنجرته من النـُباح، فإن قوافل عبيد سائرة.. ويجب علينا وعليك بعدما كل ما نشاهده في العراك الانتخابي غير الشريف أن نعتذر لكل كلب.. ونقول له أنا آسف يا كلب يا بن الستين كلب..!
صعلكة:
عاش الصديق “وليد السبع” على وطنه “بدون” لا يمكنه أن يتملك شيئًا
ليموت ولأول مرة يتمكن أن يملك ويتملك في وطنه شيئًا (قبره)..!
محمد خالد العجمي
twitter:@abo3asam
أضف تعليق