يقول الشاعر والكاتب والفيلسوف والمخرج والأديب الإنجليزي
” وليم شكسبير ” : نحن بحاجة للخلافات أحياناً لمعرفة مايخفيه في صدورهم ..
هذه المقولة تحولت الى نظرية في العالم المعاصر وتُدرّس ويتم تدريب الناس في علم النفس والتنمية البشرية الى ان وصلت الى عالم السياسة ، ولو أردنا نفسير كلمة ” خلافات احيانا ً ” لاتوجد كلمة سوى ” إختلاف ” اي كشف الرأي إن لم يقال من صاحبه وتستمر العلاقة مهما كانت اجتماعية او عملية او حتى سياسية وتلك النظرية أدت الى كشف تسلل وانطلقت لتكشف من هم في عالمنا السياسي بطريقة لا اعتقد يريدها شكسبير لأنه يريد كشف رأي خجول او رأي معين وليس حقد دفين وفعل يقام عليه ردة فعل من تشويه وتحقير الطرف الآخر حتى يتحول الإختلاف البناء الى خلاف عميق لايخدم اي منظومة او مؤسسة او منصب سياسي ويتحول انعكاسه الى عامة الناس من مواطنين ومقيمين حتى ينحدر الإطار العام في التعامل ، وهذا مايحصل بين بعض نواب مجلس الأمة وبعض الوزراء ، الأمر لا يحتاج الى تشريع قانون او حتى تطبيق قانون إن وجد ولكن يحتاج الى ثقافة لتوعية ضحايا تلك الخلافات بدلا من حل قضاياهم المستحقة واُذكر نفسي واُذكركم بأن هناك رسالة من السماء سبقت شكسبير بمئات السنين وهي الأكرم وهي الأطهر وهي الحق ….
قال تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾
[سورة الحجرات]
أولاً أيها الأحبة ، في هذه الآية آداب التعامل بين المؤمنين ” الناس ” ، بهذه الآداب تمتن العلاقات بينهم، وبخلاف هذه الآيات تتفكك عُرى المحبة والمودة بين الناس إذا اجتمعوا هم أقوياء، وإذا تفرقوا أصبحوا ضعفاء، قوة المنظومة في اجتماعهم واجتماعهم هذه أسبابه، فالغيبة تفرق، النميمة تفرق، البهتان يفرق، الكذب يفرق، أي مخالفة في هذه الآيات من مضاعفتها تفتيت العلاقة بين الجميع، المشكلة أننا إن لم نطبق هذه الآيات،،
هناك خلاف داخل الأسرة، وداخل العائلة، وداخل العشيرة، وداخل القبيلة، وداخل البلد، خلافات داخلية تفتُ في عضد المجتمع، خلافات داخلية تمزقهم، تضعفهم، والخلافات من لوازم البعد عن الله عز وجل ، عليك بمايظهره الإنسان أما مايبطنه فالله هو حسيبه وكفيله ..
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة …
حاليا نعيش في ظروف حزينة ومتوترة واقليم ملتهب ولكن لن نقف متشائمين بل سنكون خير المتفائلين بإذن الله لتعزيز الجبهة الداخلية ونبذ الخلافات بمطالبتنا للإخوة بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لطي صفحة الخلافات والتعاون ابتداء بقانون العفو العام لجميع سجناء الرأي المختلفين بتوجهاتهم والمصالحة الوطنية ووضع برنامج لحل القضايا المتراكمة من صحة وتعليم واسكان وبطالة واقتصاد ورياضة والقضية الإنسانية
” البدون ” والأمن الإجتماعي ، لأن تعزيز الجبهة الداخلية هو السور المنيع الذي يحمي الوطن .
علي توينه
@Alitowainah
أضف تعليق