محليات

“العجافة” و”الخطابة” و”راعية الباجلا” و”الملاية” مهن زاولتها المرأة في كويت الماضي

منذ نشأة الكويت كانت المرأة الكويتية ولا تزال شريكة للرجل في تحمل أعباء الحياة وتوفير متطلباتها لاسيما في كويت الماضي عندما امتهنت النساء بعض المهن البسيطة لتقف من خلالها إلى جانب زوجها وأبيها وأخيها.
فالمهن التي زاولتها المرأة قديما اعتمدت على البساطة في أغلبها والحرفية في البعض الآخر إذ لم تكن بحاجة الى رأسمال أو علم غزير بل كان الأساس فيها توافر المجهود البدني والإلمام بالقراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
وفي هذا الإطار قال الباحث في التراث الكويتي عادل العبدالمغني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن معظم المهن التي كان يزاولها سكان الكويت من دون استثناء كانت مصدر دخلهم ورزقهم وليس لهم دخل من غيرها.
وأضاف العبدالمغني أن المجتمع الكويتي قديما كان يعتمد على سد احتياجاته بنفسه ومزاولة جميع المهن على اختلافها صغيرة كانت أم كبيرة دون الشعور بالخجل أو العيب الاجتماعي فالعيب آنذاك كان البطالة ومد اليد للغير.
وأوضح أن العمل في الماضي لم يقتصر على الرجال فقط بل زاولت المرأة بعض المهن المحدودة لتسد حاجتها وحاجة المجتمع منها على سبيل المثال مهنة (العجافة) التي كانت تقوم ب(عجف) جدايل الشعر أي تظفيرها لأن معظم بنات الكويت في الماضي كن ذوات شعر طويل ويحافظن دائما على إطالة شعورهن فكانت هذه المرأة لديها معارف لدى العديد من العائلات فتذهب إليهن (العجافة) ل(تعجيف) شعر رؤوس بناتهن وتبدأ أولا بغسل الرأس وتجفيفه وتشكيل الشعر إلى جدايل بحسب كثافته.
وذكر أن من المهن التي زاولتها المرأة قديما (الخطابة) وهي مرأة محترفة في مجال التوفيق بين من يرغب في الزواج للحصول على زوجة مناسبة فعند رغبة أي من الأسر في تزويج ابنها ولم تجد له الزوجة المناسبة لدى المعارف والأقارب فإنها تضطر لوساطة (الخطابة) التي تقوم بزيارة البيوت للبحث عن زوجة مناسبة حسب الشروط المطلوبة فإذا ما وجدت الفتاة المطلوبة تأتي لتصفها لأهل العريس لإتمام مراحل الزواج وأخذ الأجر المتفق عليه من الجانبين (العريس والعروس).
وبين أن مهنة (راعية الباجلا) من المهن الشعبية التي تقوم بها النساء لاسيما المعسرة فتجلس هذه المرأة في زاوية الحي (رأس العاير) كي تكون على مرأى من الناس وأمامها قدر كبير وبداخله الفول المطبوخ (الباجلا) وقدر آخر فيه الحمص (النخي) ويغطيان ب (الخيش) للحفاظ على حرارتهما ثم يأتي إليها في الصباح الباكر المشترون لشراء حاجتهم من النخي والباجلا والبعض الآخر يجلس بجانبها وتضع له في وعاء صغير (بادية) الكمية التي يطلبها ويأكل وهو جالس بجانبها وعندما ينتهي يشرب الماء المالح المتبقي في الوعاء.
وقال العبدالمغني إن مهنة (الملاية) مشابهة لدور (المطوعة) في تعليم البنات لكنها تختلف في مستوى الدراسة ف(الملاية) لا تقوم بتدريس البنات القرآن الكريم فقط بل تعلمهمن القراءة والكتابة والإملاء والحساب والأناشيد والحياكة والتطريز إلى جانب تعليم قراءة القرآن الكريم وتفسير آياته.
وتعد السيدة عايشة زوجة السيد عمر عاصم الأزميري – مدرس في المدرسة المباركية – أول (ملاية) في الكويت إذ مارست هذه المهنة عام 1926 داخل منزلها وكانت الملاية تتقاضى أجرة شهرية عن عملها تتراوح بين الروبية والروبيتين حسب الحالة الاقتصادية لأهل الطالبة.
وكما مارست المرأة في المدينة العديد من المهن فإن المرأة في البادية مارست أيضا مهنا أخرى ترتبط ببيئتها لعل من أبرزها مهنة (حياكة السدو) إذ كانت نساء البادية يعملن في حياكة صوف الأغنام ووبر الجمال وتحويلها إلى متاع جميل لبيوت الشعر التي يتم السكن فيها.
أما سقف وجدار بيت الشعر الذي كان يتميز باللون الأسود فكان يؤخذ من صوف أغنام نجد التي كانت متوفرة قديما في منطقة الكويت والأحساء أو من صوف أغنام العرب في حين يؤخذ الصوف الأبيض من الأغنام البيضاء التي تسمى (النعيمي) التي كانت تستورد قديما من شمال شبه الجزيرة.