يا سادة يا كرام ليس بكثرة الدعاء بالمساجد وترديد الأغاني الوطنية بالإعلام وتوزيع صكوك الوطنية حسب الولاءات. لهذا الشيخ او هذا المتفذ يحفظ الامن وتصان هيبة الدول. ولا بخلط الأوراق حسب المزاج ان اعجبني ما تقول ولا بالتقاذف والتخوين والتشكيك الذي طال حتى الأنساب والأصول حتى وصل للأسر ايضا. فما نراه ونسمعه هذه الأيام قد يجرنا جميعا الي الهاوية ان لم نحكم العقل ويبرز دور الحكماء.
اذن فنحن نعاني من قصور في الفهم والإدراك وبعد النظر لما يحيط بنا من مخاطر.
فعندما تغلق الصحف وتكمم الأفواه وتخنق حرية التعبير التي جُبلنا عليها بقوانين ومراسيم تصدر ممن يفترض بهم ممثلي الشعب فهناك خلل ما في منظومة الدولة التي عرفناها وعشقناها وارتبط بها مصيرنا جميعا
وعندما تشعر الدولة وحكومتها ومجلسها التابع بضيق الصدر والأفق فمعناه ان هناك خطأ ما في مكان ما لا يحتار المواطن الفطن في فك ألغازه
اننا شعب مميز ورائع ويستحق اكثر مما يملك من حرية ونملك من الخصائص الحضارية الشي الكثير الذي تفوقنا بها علي محيطنا الخليجي والعربي ولكن مصيبة هذا الشعب الطيب ان الله سبحانه وتعالي ابتلاه في قيادات إدارية لا تعرف من أصول القيادة سوى “الرزة والتكشخ” بقصد أحيانا لتغطي على الكثير من نواحي القصور لديها وبغير قصد احيانا كثيرة لوجود بطانه فاسدة مستفيدة تزين لها كل شئ.
والمصيبة ايضا انها لا ترى ابعد من طرف أنفها او ما يراه عنها هؤلاء العصبة من شلة علي بابا.
يا سادة يا كرام كلنا عيال قرية وكلن يعرف أخيه فمجتمعنا صغير جدا ومتداخل عائليا فالفاشل معروف والحرامي معروف والشريف معروف، فلا نضحك على أنفسنا بكثرة المثاليات الشكلية
ان مصيبتنا الرئيسية التي أراها ونحن في اغنى وطن بالعالم إدارية قانونية مغلفة بشوية نكران ذات ونزا ومتابعة تؤدي بالأخير الي المحاسبة المنصفة
وليست مجرد غرف اجتماعات وديكور تتواجد بداخلها شخصيات لا تفقه في الادارة او عقليات وشهادات مزورة وأحيانا كثيرة كفاءات ولكنها تنازلت عن المبادئ من اجل تمرير مصالح اصحاب النفوذ ومافيا الفساد.
فعندما يبحث أصحاب القصور عن حل لمشكلة الإسكان لذوي الدخل المحدود. والأغنياء عن حلول لمشكلة ديون الفقراء وعندما يقر المناقصات تاجر ويسن القوانين صاحب المصلحة وزد عليهم الكثير.، فبالله عليكم كيف يمكن ان نخرج من هذا الصداع المزعج ونرتقي ببلد أرهقها كثرة الشكوى والتذمر على المستوى الهابط الذي وصلنا اليه في كافة المستويات.
صدقوني لن نصل لحل لمشاكلنا الحاليّة ما دمنا نفكر بعقلية الربح والخسارة والمصالح المتشابكة والتفكير بالانا وليس بنحن
وكما قلت في البداية الدعوات والأماني لاتبني دول ولا تحمي شعوب بل الاعتراف بأننا وصلنا الي درجة نحتاج بعدها لنسف كل السلبيات التي ارهقتنا اولا وهذا لن يتم الا كما قلت سابقا.
قريبا جدا نحن امام منعطف خطير لايعرف مداه الا الله ولست بحاجة لتفسير ما ارمي اليه فاللبيب من الإشارة يفهم لأنني اخاطب عقول وليس عواطف ماذا اعددنا للمرحلة القادمة وإلا يا ترى لا زال المركب سماري فالماية دائماً ليست دهنه يا شعب الكويت الطيب فالأخطار الخارجية والداخلية نراها ونسمعها يوميا تحوم حولنا ابعد الله شرورها
والتي مهما حذرنا منها ستبقى شبحا يؤرقنا لا يجب ان نتغاضى عنه
فنحن مجتمع مسالم وطيب قلما تجد له مثيل في العالم. ولكن أرهقته الخلافات السياسية والفساد الاداري واللعب على وتر فرق لتسد وهي النظرية المدمرة التي نتمني ان نتحشاها
وآخر ما احرص عليه هو النسيج الاجتماعي الكويتي وتأصيل النزعة الوطنية لهذا الشعب الذي لا زال متماسكا رغم ما يحاك له في الظلام ويجب علينا ان نكون متحدين ومتماسكين بعيدا عن التأجيج الطائفي البغيض الذي يلعب على وتره المستفيدين قصيري النظر من اصحاب المصالح او حتى أدوات الأعداء ايا كانت مصادره فاللعب بهذه الورقة كاللعب بالنار التي ستحرق الجميع بدون استثناء
ودمتم
سلطان المهنا العدواني
أضف تعليق