دعونا نسمي الأسماء بحقائق معانيها، من دون التلاعب بالكلمات كي يضيع المعنى ، هو ليس صراع بين أقطاب في أسرة الحكم من أجل الاستئثار بالسلطة، هو صراع بين حق وباطل ، هو نزاع بين شريف وأمين ضد فاسد ومفسدين، فمع من نقف! هل نسكت عن الحق فنكون مثل الشيطان الاخرس، أم نقول الحقيقة مهما كانت التضحية المطلوبة، ونقف دون تردد مع الانسان الذي كشف أوكار الفساد ، ويراد في مقابل ذلك أن يضحى به بحجة أن الموضوع هو صراع أقطاب في الاسرة.
وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر الصباح ، أرضى ضميره ، وتحمل مسؤولية الوظيفة العامة وعبء الأمانة ، وقدم بلاغا للنائب يكشف بالتفاصيل والأدلة عن فضائح كبيرة وسرقات من الأموال العامة في” حساب صندوق الجيش والحسابات ذات الصلة”، بلاغ الشيخ ناصر يكشف عن أسماء متورطين من المسؤولين الكبار الذين، حسب العادات المرعية الفاسدة، يتم التجاوز عنهم لأخطاء شكلية ومتعمدة ويترك الموضوع، فيما بعد، ليطوى في أدراج النسيان كي يمحى من ذاكرة الناس .
مبالغ كبيرة وبحدود 120 مليون دينار تسربت وسحبت من حسابات ذلك الصندوق لتدخل في ذمم مسؤولين كبار ، ويذهب جزء منها لعمليات استثمار فاشلة لحسابات خاصة…
ماذا بعد ، فضيحة وجرح مالي كبير ينزف من خاصرة الدولة ، يهز ذاكرتنا، من جديد، في قضايا مثل التحويلات والايداعات وغيرها في سجل الفساد المستوطن في عظام الدولة ، وقدم الابطال الشرفاء الذين كشفوا عنها لمقصلة النفي والسجن ! فهل نتوقع ان يحدث هذا الان مع فضيحة حسابات صندوق الجيش؟ وهناك فضائح أخرى قادمة في صفقة اليروفايتر، فهل سيتم تذكيرنا من جديد بمأساة التضحية بالشرفاء من اجل عيون الفاسدين…
سننتظر، لكن ماذا بعد الانتظار! عيب شكلي، نقص في اجراء ما، عدم كفاية الأدلة ، ثم تناسي الموضوع وطي الملف في أدراج النسيان. هذه قضيتكم وقضية الدولة ومستقبلها… ماذا ستصنعون مع الشيخ ناصر ؟
حسن العيسى
أضف تعليق