‏منظمة حماس الفلسطينية أم مليشيا حماس الإيرانية”!

حينما ترفع حماس شعار الإسلام فأخطاؤها خطايا كبرى بحق الإسلام وتشويه لتاريخ حماس المشرف حماس ياسين والرنتيسي
ونقدي وشدتي هو دفاع عن حماس و غيرة على الإسلام، إذ لو كان شعار حماس شعاراً مدنياً كغيرها من الأنظمة المدنية الذي يسعه أن يقول في السياسة ماشاء أن يقول،ماتكبدت عناء الكتابة، وقلت بأن ماشهد به هنيه “لشهيد القدس”مما تقتضيه ألاعيب السياسة،واكتفيت.
ولا يُقال:لماذا لا تنتقد الدولة الفلانية كما تنتقد حماس؟
ذلك بأنني أرى حماساً جزءاً من منهجي، ولست أرى نفسي جزءاً من منهج الدولة الفلانية.
إذاً فأنا أحاسب من يسيئ لمنهجي، ولست معنياً بالغير إن أساء لمنهجه.
لقد تحدت “حماس هنيه” مشاعر المسلمين،عندما خطب إسماعيل هنيه أمام عشرات الألوف خطبة نارية في طهران لايمكن لمن يسمعها أن يقولأنها مما تقتضيه السياسة يصف فيها من خاض في دماء المسلمين ‏وهتك أعراض المسلمات وشرد الملايين ودمر الممتلكات “بشهيد القدس”وهو يعلم يقينا مافعله هذا”الشهيد”بالمسلمين!!
ومما يؤكد اعتقادي بصدق مشاعر هنيه بشهادته لهذا القاتل
وأنه يعي ويعني مايقول،وأنه يتحدث من منهج،لا من مناورة سياسية،ماذكره ممثل حماس في بيروت د.أحمد عبدالهادي حين يقول؛
لم ننطلق من هذه المنطلقات-يعني مايبرره الناس لحماس من ضرورة وحاجة-وإنما انطلقنا من كوننا مقاومة واحدة في مواجهة المشروع الصهيوني!!
يعني أن علاقته مع إيران علاقة حقيقية لاعلاقة مصلحة، أو ضرورة
كما يبرره الشيخ الددو، وما برره الشيخ بسام جرار حفظهما الله من باب”المضطر لأكل الميتة”. ولو سلمت جدلاً بذلك لا أعلم ماسيكون تبريرهما بانتفاء الضرورة بخطابه الجماهيري الحاشد، عندما زاد هنيه على ما تقتضيه الضرورة “بأكل الميتة “بتعزيته ابنة قاسم سليماني، وإظهاره من حزن المصاب مايوجب تعزيته بمصابه!!
أما كان يكفي بياناً مقتضباً، أو حتى زيارة غير معلنة، بقدر الضرورة ترفع الضرورة؟!
إذاً، فالحقيقة أنه لا ضروة بل منطلق واحد مع إيران كما شهد به ممثل حماس في بيروت وهي شهادة رجل من داخل الحزب، يرفض بها تبريرات من هم خارج الحزب.
هذه صورة حماس هنيه وأبو مرزوق في علاقتها المشبوهة مع إيران.
لكن صورة حماس ياسين والرنتيسي ترفض هذه العلاقة وذلك بشهادة سلطان العجلوني، عميد الأسرى بسجون الاحتلال حيث ذكر في مقال له بأن الأغلبية الساحقة من أبناء حماس يرفضون هذه العلاقة وينتقدونها علناً مما يدل على منهج التربية في حماس.
والذي يعنيه العجلوني أن منهج التربية لحماس يرفض العلاقة مع إيران.
ومما يؤكد ذلك زيادة على ذلك بيان حماس سوريا الذي أنكروا فيه بشدة ذهاب هنيه للتعزية بهذا”النافق”كما وصفه البيان. هذه هي حماس حسب ثوابتها التي تتعارض مع منطلق إيران.
وإنني لأعجب، كيف يكون منطلق حماس هنيه مع إيران منطلقا واحداً في تحرير فلسطين من العدو الصهيوني وشريكها في منطلق رفض المحتل، يحتل اليمن والعراق والشام ولبنان!!أليست هذه دولاً عربية محتلة من شريكها في المنطلق،كما فلسطين عربية؟!
ألسنا نسمي المحتل عدواً؟
إذن لماذا يكون المحتل الصهيوني عدو‏اً، ولايكون المحتل الإيراني عدواً
بل صديقاً وشريكاً في المنطلق؟!
‏ثم..مادمنا نخوض في معنى العدو، هناك سؤال موضوعي..
أيهما أشد فتكاً بالمسلمين العدو الصهيوني أم صديق حماس هنيه الرافض للكيان الصهيوني الذي قتل”بشهيد القدس”من المسلمين خلال ثماني سنوات،مالم يقتله الكيان الصهيوني منذ نشأته؟!
من استمع لخطاب هنيه لايمكن أن يتصور إلا أنه أمام شخص يتقن الكذب كما يتقن الصدق في آن واحد إذاً نحن أمام ميكيافيلية تبرر أي وسيلة إن سلمنا بالتبرير ، وأمام منهج طارئ يشوه تاريخاً مجيداً لمنظمة إسلامية مجيدة ليجعل منها ميليشيا إيرانية، بل إن إيران تعتبرها إحدى ميليشياتها عندما تضع علم حماس جنباً إلى جنب مع ميليشيات إيران الأخرى كحزب الله اللبنانية والمليشيات العراقية والأفغانية والحوثية في محافلها أو بياناتها العسكرية.
إذا فأنا لا أطعن أو أشكك بمنظمة حماس ياسين والرنتيسي، بل بميلشيا هنيه وأبو مروزق التي أساءت إلى الإسلام عامة بتعزيتها لقاتلة المسلمين، بقاتل المسلمين، وأساءت إلى حماس المقاوِمة
لتجعل منها حماس المقاوِلة.

حمد السنان