لازالت الأقلام المأجورة تمارس الدجل والتشبيح وشبه مهيمنة على فضاء الإعلام العربي بهدف خدمة أجندات سلطوية، وللأسف ينساق لها من ينساق من البسطاء والسطحيين وأحيانا كثيرة من تجرهم العاطفة فيكسبهم الإعلام من خلال دغدغة مشاعرهم ولا سيما القومية العربية فتتغذى وبكل سهولة فكرة فوبيا الإخوان المسلمين ؛ فينقسمون لفريقين تهيمن عليهم روح التعصب للفكرة في أخطر حالة جهل مرت على الثقافة العربية في عصرها الحديث ، لذلك تراهم ينجرون كالعميان وراء ما يسمي بالدعايةالسوداء؟
وحسبك متابعة الاستقطابات الأيدلوجية للفريق المؤيد لتركيا أو إثارة النعرات القومية للفريق الذي يؤيد مصر ؛ كمثال حي حادث الآن في الأزمة الليبية ؛ فتجد نفسك أمام حالة متردية من الردح والشتم من جميع الأطراف ، وان حاولت طرح رأي محايد موضوعي يبدأ تخوينك من الطرفين ؛ فالمثقف العربي يعيش هذه الأيام أبشع أزماته الثقافية والفكرية ؛ فهو في حالة اغتراب تام ؛ و لا يستطيع التعبير عن رأيه بكل حرية ؛ وذلك بسبب ذباب إكتروني يحتل الفضاء الفكري فيصاب بالإحباط ولا سيما وهو يرى كيف أصبح من لا يعرف الفرق بين المبتدأ والخبر ؛ يدلي برأيه في الشأن العام ويتصدر المشهد بكل جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية ؛ ليتشكل دجل فكري ينساق وراءه العوام من الناس.
وبعيدا عن هذا الدجل؛ نقول إن حالة التوتر بين مصر وتركيا ؛ تحكمه أيدٍ خفية وراءها دول عظمى تدفع لاصطدام أكبر قوتين بالشرق الأوسط ، ومخطئ وواهم من يقلل من قوة الجيش المصري ؛ كذلك القوة الهائلة للجيش التركي.
ولو أمعنت النظر والتفكير لاكتشفت أن المستفيد الوحيد من هذا الصدام هو الكيان الصهيوني؟ حتى ولو كان العرب الآن يهرولون وراء التطبيع ؛ فإن إسرائيل تريد مزيداً من الضعف والهوان للأمة العربية لكي تحقق حلم إسرائيل الكبري؟!
وفي هذا المقام أعول على ذكاء وحكمة الأتراك في تفعيل القنوات الدبلوماسية لتطمين المصريين وبالتالي امتصاص غضبهم؛ ومن المؤلم أن يغذي هذا التوتر الشبيحة من الطرفين ومن هم ينساقون لهم تحت إرادة أيدلوجية أو عرقية أو نفسية … إلى غير ذلك من استقطابات ضاع معها المثقف العربي وتفاقمت غربته؟.
ختاماً :
توجد علاقة طردية بين انتشار الفساد في المجتمع والذباب الإكتروني؛ فكلما زاد الفساد زاد انتشار الذباب “الحالة الكويتية” ؛وعلى النقيض كلما قل و اختفي الفساد انحصر الذباب “الحالة السويدية” ؛ والحل وفق هذه النظرية هو في تجفيف منابع الفساد وذلك على طريقة
“لي كوان يو” رئيس وزراء جمهورية سنغافورة السابق حيث يقول : “تنظيف الفساد مثل الدرج ، يبدأ من الأعلي نزولاً للأسفل” ومنا الى سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد مع أطيب تحية أمامك مسئولية وطنية عظمى تتمحور حول الحرب على الفساد وأهله ، ولا يكفي النفس الإصلاحي اذا لم يفعل على أرض الواقع ؟!.
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ، أمناء
اللهم اكشف عنا الغمة وبلاد المسلمين وكل البشرية برحمتك يا أرحم الراحمين
ودمتم بخير
د.حمود حطاب العنزي
صدقت اخي الغالي الدكتور / حمود مقال في غاية الهمية والروعه لوكان الفساد رجلا لقتلته وللاسف الزباب الالكتروني بقي كتير جدا .بس طول ما في المقالات المهمه دي والافكار الرشيده مثلك احنا في امان حفظك الله اخي الحبيب المحترم المثقف رعاك الله وحفظك لشعب الكويت العظيم ?????????????????????????????????????