كتاب سبر

High Light
الفرصة الأخيرة

هل جميع أعضاء مجلس الأمة فاسدون متربحون لا يعنيهم الوطن وقضاياه؟ بالطبع لا؛ هل لدينا ديمقراطية حقيقية؟ بالطبع لا، فجسد الديمقراطية لا قيمة له، ولا يستطيع أن يقوم بشيء إن لم ينبض بروح المساواة والعدالة الاجتماعية التي تكفل لأفراد الشعب نصيباً عادلاً من الفرص والحقوق والخدمات؛ ولكن أنَّى لنا الروح؟ والإصلاحيون الذين لا يخلو منهم البرلمان، ليس لديهم خبرة كافية تمكنهم من توجيه البوصلة تجاه الدرب الصحيح، وإن قلت لي إنهم غداً يكتسبون الخبرة والقدرة، فدوري أن أذكرك بأن الأرض جُرَّفَت من الخبرات بإقصاء النخب السياسية الفاعلة التي تمتعت بخبرات واسعة تشكلت عبر ممارسات سياسية وعمل برلماني دام سنوات طويلة لم تكن الأرض مفروشة خلالها أمامهم بالورد، بل تجاوزوا عثرات وعسرات مست عيشهم وحرياتهم، حتى وصلوا إلى هذه الدرجة من النضج السياسي؛ ولا أدلَّ على ذلك من خطاب مسلم البراك الثاني بعد خروجه من السجن الذي تجلَّت فيه العقلانية والاتزان والحرص العميق على الوطن فلم تأخذه العزة بالإثم ولم يكابر، واعترف بشجاعة بالأخطاء السابقة للمعارضة، واختتم خطابه متجاوزاً النظرات الضيقة والشخصية المضيعة للمصالح العليا للوطن، ومدَّ يد التعاون مع السلطة بهدف حل القضايا العالقة؛ وهذا ما نفذه بالفعل على أرض الواقع النائب الحربش، عندما قاد المعارضة في اتجاه التهدئة المشروطة لذات الهدف.

يتضح جلياً مما تقدم أننا أمام معارضة مخضرمة عاقلة تعلي مصلحة البلاد وتدهس تحت أقدام وطنيتها الشخصنة والانتصار للذات، ولنا هنا أن نتساءل: ما الضمانة بعد إقصاء هؤلاء العقلاء من أن يخرج لنا شباب متحمسون سقفهم يصل الى السماء يقودون البلاد إلى مزيد من التأزيم والفوضي؟ لقدر الله ، بالطبع لا ضمانة؛ وهنا الكل خاسر فتتعطل مشاريعنا الحيوية، ولا سيما رؤية 2035 الواعدة التي ينظر إليها الكويتيون على أنها الفرصة الأخيرة.

ولا يخفى على أحد أن جرح الفساد نازف وبشدة ، ولا يتحمل مزيداً من السهام خاصة بعد فضيحة غسيل الأموال العالمية ؛وعليه يجب على الحكومة أن تسير وفق مضامين تلك الرؤية التي أفردت بعداً كبيراً للمشاركة الشعبية وبناء الإنسان الكويتي، وبطء الحكومة في هذا الاتجاه يكاد الرضيع أن يعيها، وهو ما من شأنه ضياع حلم كويت 2035.
ختاماً:
النهوض طريقه واضح لا يخطئه مريد، الإيمان بالديمقراطية، والكويت للجميع قبل كل شيء، ثم تكاتف الجهود، الذي يتطلب شعور المواطن بالمساواة والعدالة الاجتماعية ؛ فهذا وحده كفيل بأن يخرج من داخل المواطنين أفضل ما فيهم من قيم، وأشد ما لديهم من جهد، فالمواطن إن آمن بأن بلاده له، يتمتع فيها بنصيب عادل من الثروة  والمشاركة في الحكم؛ لا أبالغ إن قلت تستطيع به أن تشق الجبال وتقتحم عالم الفضاء، وما عليك إلا متابعة سير المجتمعات التي لديها ديمقراطية حقيقية، أين كانت؟ وكيف أصبحت؟!
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ، أمناء
ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي

تعليق واحد

  • اللهم امين يارب العالمين . مقال في غاية الاهمية والروعه .فعلا كلامك مظبوط اخي الغالي دكتور / حمود بالمساواة والعدالة الاجتماعية ؛ فهذا وحده كفيل بأن يخرج من داخل المواطنين أفضل ما فيهم من قيم، وأشد ما لديهم من جهد، فالمواطن إن آمن بأن بلاده له واذا آمن المواطن ان بلاده له اصلح وعمل المستحيل لينهض ببلده اللهم وفق الكويت وشعبها العظيم الي كل ما هو خير لها ووفق شعوبنا العربية وامتنا الاسلامية يارب العالمين ??????????????????????????????????????????????????????????????????????

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.