مثل بطل إغريقي كان في عيون أصحابه ومناصريه يحل المشاكل منفرداً حتى الشائكة منها ولا أحد غيره على مسرح المشهد رغم وجود 49 نائباً في المجالس السابقة (2013 – 2016) لكن كان دوما يطل كبطل خارق لوحدة او هكذا يريد!, بطولته ليست ذاتيه وانما من قوى عليا تمتلك أغلب أوراق اللعبة السياسية هكذا يراه مناهضوه والبطل الاغريقي دوما وراءه إله يمهد له الطريق ويتدخل بقوته الخارق ليساعده ولكن في النهاية، دوما تنتظر البطل الاغريق نهاية تراجيدية، وتراجيديا مرزوق ابتدأت ولم ينتهي فصلها الأخير بعد.
من يدعون أن الحوار ليس الا حلا مرزقياً للخروج من ورطة مجلس 2020، يقعون في تناقض، تناقض أننا معهم دوما كنا نتفق أن العفو والحوار ليزيل المناخ الذي منه استفاد مرزوق جدا، مناخ الاضطراب والتشنج والذي دائما كان مرزوق يدعي وآخرها في لقاءه الأخيرة قبيل الانتخابات, بأنه الضامن لمعالجته أو الضامن بادارته كي لا يتطور، وهو مصيب! أن الاضطراب الذي وصل لذروته بعد ابطال مجلس 2012 فبراير ومرزوق توأمان، يعيشان على بعضهم، وجود الأول مرتبط بالاخر والعكس، لذلك مسألة الحوار ومن بعدها العفو عن ألد الأعداء لمرزوق ليس طوق نجاة الا في صدر اثنين يجهل هذه المعادلة اقصد بقاء مرزوق والاضطراب السياسي نفسه، أو في صدر من له مآرب أخرى من أن يبقى الاثنين على الساحة السياسية الكويتية وتبقى معها تجارته وللازمات الداخلية تجارة كما للحروب.
كان دوما عداؤنا لمرزوق وصحبه، هي الشخصانية في العداء، وهذا أيضا ما أنا أدعيه، لكن يبدو اليوم أن في المعسكر المناهض له أشخاص أو كتل يطالها هذا المرض، مرض الشخصانية، ما الحوار الوطني أصلا؟ أليس الا ان يجلس فريقين كان بينهم دماء وحروب وشهداء وكلم الاخر ويرى في يدين من يحاوره دم أخيه؟ بلا هذه المصالحات الوطنية في دول شهدت حروب أهلية ونزاعات مسلحة, فما بالنا بصراع ولله الحمد لم يتطور لذلك؟
نعم مرزوق أمر واقع على رأس المجلس التشريعي، ولا أسطح أو اميع هنا القضية تجاه عقد الا قليلا من تسيده المشهد وما عقبه من مهجرين واناس سجنوا بقضايا رأي دفعوا من ذلك أثمن ما يملكه الانسان، وهو سنوات من العمر، ولكن كانت دائما الحوارات الوطنية كذلك يجلس المتخاصمين وهم بينهم ما صنع الحداد ودماء وشهداء،لان الحاضر والمستقبل أبقى من الماضي، والرعاية السامية من سمو الأمير و ولي عهده، أكرم من أن ترد، وفي النهاية، في لقاء بث البارحة قال النائب السابق مبارك الوعلان داعما الحوار الوطني: “من لديه مشروع اخر فليقدمه؟”, وهو ومصيب, في ظل غياب حل آخر يكون الحل الأحادي لا مفر منه، والالتفاف عليه او تجاوزه, اما جنون هواة لصنع حل لا وجود له بعد أو غاية خبيثة لا اتهم بها أحدا, وشخصانية تجاه مرزوق كنا دائما نتهمه بها بل ونبغضه منها, وما مرزوق الا اين مرحلة مضطربة يبقى ببقاها, اذا لماذا نجعل هذه المرحلة تمتد وحلها الوحيد هو حوار وطني يعيد رقعة الشطرنج التي أصبحت بلا نهاية لمكانها من جديد, ويكفينا بذلك دليلا وأية, ان ذلك البطل الاغريقي بعين اصحابة واقصد هنا مرزوق, لم يعد بالقمة كما كان في مجلسي 2013 و 2016, بلا هامشيا بالكاد نراه على البوديوم وبالكاد نراه في المشهد فاعلا رئيسيا بزهوه القديم, حاضرا فقط بصفته لا بشخصه, والقمة دوما ورائها هبوط, وللبطل الاغريقي دوما نهاية تراجيدية.
عبدالعزيز الرخيمي
أضف تعليق