قبل سنوات كنّا جالسين في ديوان ودخل أحدهم ، وسلّم ثم قال (مساكم الله بالخير جميعا) ثم التفت إلى الركن الذي به ثلاثة من الطاعنين بالسن فقال: (مساكم الله بالخير يا شيبان) … فقال أحدهم متهكما ومتذمراً: (مساكم الله بالخير يا شيبان، وكأنك تقول مساكم الله بالخير ياللي بتموتون بكره أو بعده) !
لم أستغرب لحظتها رد هذا الشايب، لأني كنت في حديث مع أحد الأشخاص قبل أيام ، بأن هذه الكلمة تزيد من الطاقة السلبية عند كبار السن وهم بحاجة ماسة للطاقة الإيجابية … وأنا لم ابتدع شيئا من عندي، فمن سبقونا كانوا يبثون روح الأمل في كبار السن من خلال كلمة (مساك الله بالخير يا صبي -للرجل الشايب- ومساش -مساكِ- الله بالخير يا بنت -للمرأة العجوز-).
والأهم هنا هي والدتك ووالدك، فهما يحتاجان منك بث الأمل وروح التفاؤل فيهما من خلال الكلمات الطيبة والإيجابية، فإذا كنت جالس مع أحدهما أو كلاهما، فلا تأتي على ذكر الموت والمرض، أو قولك على سبيل المثال: رأيت اليوم فلان الكبير بالسن كنت أظنه ميتاً وإذا به حياً مع كبر سنه -وهذا الكبير بالسن تجده في سن والده أو والدته ولكنه لم يستوعب هذا- !… ولا حاجة لـ “سالفة” فلان مات وفلان يحتضر وفلان مريض ذهب للعلاج بالخارج وفلان أصبح مشلولا ، وتكررها مع كل جلسة لك معهما .. فإذا كنت تظن أنك تبرهما بهذه الجلسة فأنت في الحقيقة تقتلهما في كل يوم تجلس معهما !.
نقطة مهمة:
والدتك أو والدك في حرج من قولهما لك: (لا تسمعني هذا الكلام كل يوم لأنه يحزنني ويعكر يومي) .. نعم، فهما يحرجان من قولك (أنت موسوس من الموت)… لذلك تذكر أنهما احتملا همك وأنت صغيرا حتى كبرت، فلا تكن ثقيلا عليهما مع كبرهما.. وارحمهما بالكلمة الإيجابية ورفع المعنوية عندهما.
سلطان بن خميّس
أضف تعليق